الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 26 مارس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيحي الحقيقي (3)
«خطَاياكُمْ مَنعَـت الخَيرَ عَنكُمْ» ( إرميا 5: 25 )
رأينا في الأسبوعين الماضيين مَن هو المسيحي، وشهادة المسيحي، واضطهاد المسيحي، ونرى اليوم:

رابعًـا: مصدر عزاء المسيحي: النبع الذي يستقي منه المسيحي في هذه الظروف قوته، وأعني به: الصلاة: «جَثا عَلَى رُكْبَتَيْهِ» (ع60)؛ ونحن لنا مصــادر لا تفرغ «فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ .. عَوْنًا فِي حِينِهِ» ( عب 4: 16 ). الظروف صعبة حولنا، لكن لنا عرش النعمة «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي». لكن نلاحظ أنه في ع55 ”رَأَى يَسُوعَ“، ثم في ع56 ”نَظَرَ ابْنَ الإِنْسَانِ“. لكن عندما صلَّى لم يَقُل: يا يسوع، ولا يا ابن الإنسان، لكن خاطبَهُ: «أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ».

خـامسًـا: موت المسيحي: وهنا نجد أمر يختص بروح المؤمن، وأمر يختص بجسده. بالنسبة للروح: «أَيُّهَا الرَّبُّ .. اقْبَلْ رُوحِي». وبالنسبة للجسد: «إِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ». فعند الموت، روح المؤمن تنطلق لتكون مع المسيح. والجسد يرقد. فلا رقاد للروح، بل كما قال الرسول بولس: «نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ، وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ» ( 2كو 5: 8 ).

سادسًا: موقف المسيحي من الأعداء: «جَثَا .. وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ»، مُتمثلاً بسيده. كثيرًا ما نجد صعوبة أن يغفر قديسي الرب بعضهم لبعض! ولكن استفانوس لم تكن لديه هذه المشكلة حتى للأعداء. هل لدينا الروح التي كانت عند استفانوس؟ إذا كان المؤمن مملوء بروح الله، والعينين مملوءة بابن الله، والسماء جليَّة أمام عيوننا، يكون من السهل أن نغفر، والعكس صحيح.

سابعًا: ثلاثة مُفارقات بين استفانوس ومَن حوله:

(1) أنتم دائمًا تقاومون الروح القدس، بينما هو مملوء من الروح القدس (ع51).

(2) «حَنِقُوا بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ» (ع54)؛ إن صرير الأسنان نجده في الظلمة الخارجية «هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ» ( مت 22: 13 )؛ لقد عاشوا في جهنم وهم على الأرض، بينما استفانوس تمتع بالسماء وهو على الأرض؛ «فَقَالَ: هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ».

(3) نقرأ مرتين عن صوت عظيم «فَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ» (ع57)، صوت الكراهية والحقد. أما استفانوس فقد «صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ» (ع 60)؛ صوت المُسامحة والغفران.

فهد حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net