الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 27 مارس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قضاء الله العَادل
«اضْطِهَادَاتِكُمْ وَالضِّيقَاتِ التِي تحْتمِلُونهَا، بَيِّنةً عَلى قضَاءِ اللهِ العَادِلِ» ( 2تسالونيكي 1: 4 ، 5)
إن الاضطهاد الذي يحتمله المؤمنون ليس بسبب غضب الرب عليهم، بل بسبب غضب الأشرار، وهذا يدُّل على أننا ما زلنا في يوم البشر، لا في يوم الرب؛ ففي يوم الرب سيحدث العكس تمامًا، إذ سيرتاح الأبرار، ويُعاقَب الأشرار!

ونحن من السهل علينا أن نرى أن دخول الأشرار إلى الضيقة هو من أعمال العدل، فهل دخول المؤمنين إلى الملكوت هو أيضًا من أعمال العدل ( 1تس 1: 5 ، 6)؟ الإجابة: نعم، ففي سياسة الله أن يُستعلَن بره في إدخال القديسين إلى الملكوت، ولهذا فقد سمح لهم بوقوع الاضطهاد عليهم، الأمر الذي برهن على حقيقة إيمانهم وصحته، وأنه لم يكن مجرَّد معلومة أقنعَت الذهن، بل حقيقة ملكَت القلب. نعم أثبت الاضطهاد أن هؤلاء المؤمنين يحبون الله لذاته لا لعطاياه ( يع 1: 12 رو 5: 3 ). كما أن الضيق أنشأ فيهم صفات أدبية، استخدمها الله في تنقيتهم وترقيتهم (رو5: 3، 4؛ يع1: 2-4)، وهو يُسَرّ بأن يُكافئ عليها بالملكوت. ثم إن هؤلاء المؤمنين الأعزاء حملوا الصليب وراءه في يوم رفضه، فكيف لا يملكون معه؟

كأن الله بسماحه لشعبه بأن يُضطهَد من الأشرار، إنما يفعل ذلك لغاية مزدوجة: أولاً أن يختبر مدى أهلية قديسيه للمُلك، وبالتالي يُستعلن عدله في إدخالهم هذا المُلك؛ وأيضًا ليدمغ استحقاق الأشرار للدينونة. ولهذا فإن الرسول بولس يضع أمام المؤمنين حقائق تجعلهم يعرفون أن انتصار الذين يضطهدونهم ويُضايقونهم، والآلام التي هم يتحمَّلونها، هذه وتلك إنما هي لفترة محدودة.

والرَّبَّ «إِلَهُ مُجَازَاةٍ يُكَافِئُ مُكَافَأَةً» ( إر 51: 56 )، وهو ما سيحدث في ”يوم الرب“ الذي يرتبط بظهوره المجيد ( 2تس 1: 10 ). فأولئك الذين ظلوا بإرادتهم لا يعرفون الله الحقيقي، وكذلك المسيحيون بالاسم الذين لا يُطيعون الإنجيل (ع8)، سينالون الجزاء: ”هلاك أبدي“ (ع9)؛ بينما ”القديسون“ - أي ”جميع المؤمنين“ سيُرَون في صُحبة الرب، مُشتركين في مجده الذي يدعـو إلى الدهشة (ع10). ذلك اليوم سيكون بكل معنى الكلمة يوم الانتقام، بعد أن احتقر الناس سنة الرب المقبولة ( إش 61: 2 ). وسيتمجَّد الرب في انتقامه من الأشرار، وأيضًا سيتمجَّد «فِي قِدِّيسِيهِ، وَيُتَعَجَّبَ مِنْهُ فِي جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ». ليس فقط سيتمجَّد من المؤمنين، بل أيضًا سيتمجَّد ”في المؤمنين“، ففي ذلك اليوم سنُظهَر معه وعلى مثاله، وستنظر كل الخليقة إلى الكنيسة، ويُمَجِّدون الله، حيث إن كل ما نحن عليه هو ثمرة عمله.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net