الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 28 مارس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هيرودس القاتل
«قَالَ لِغِلمَانِهِ: هَذا هُوَ يُوحَنا الْمَعْمَدَانُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ!» ( متى 14: 1 ، 2)
كشفت جريمة هيرودس في حادثة قتل يوحنا المعمدان عمَّا في القلب البشـري من فساد رهيب. ففي القصـر الملَكي لم يَكُن الطرَب والرقص والخمر والعبَث فقط، بل كان هناك أيضًا الدم الزكي الذي أُريق، وظل صوت هذا الدم متصاعدًا من القصر، كما كان حديث الكل في قيصـرية فيلبس، وكان شهادة علَنية لرفض صوت الحق.

بكل يقين ظلَّت صورة المعمدان المقتول ماثلة أمام ضمير هيرودس، وكانت كل الأمور ترتبط في تفكيره بفعلته الشنعاء، وإذ سمع خبر يسوع قال لغلمانه: «هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ .. قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ! وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّاتُ». وحقًا قال الحكيم: «اَلشِّـرِّيرُ يُطْرَدُ بِشَـرِّهِ» ( أم 14: 32 ).

والواقع فإن الضمير الشرير دائمًا نشيط ويحرِّك قلب الإنسان، بينما الضمير الصالح دائمًا هادئ وساكن ومستريح. فالضمير الشـرير يرى كل شيء إنذارًا، ويخاف حيث لا يوجد سبب للخوف. فأعمال الإنسان الشـريرة ماثلة دائمًا أمام عينيه. وهذا ما حدث مع إخوة يوسف إذ بسـرعة تذكَّروا جريمتهم وربطوا الأحداث، وظنوا أن الله يعاقبهم، في حين لم يكن يوسف يفكِّر إلا في صالحهم. وهكذا فالأعمال التي عملها الرب يسوع، أعمال الخير والرحمة، لم توحِ لهيرودس إلا بأن المعمدان قد قام من الأموات. ويقينًا فإن مجرَّد فكر كهذا لا بد أن يحوِّل حياة صاحبه جحيمًا. فقيامة شخص مقتول من الأموات يصبح شيئًا يفوق الاحتمال بالنسبة للقاتل. فهو يدُّل على أن ذاك الذي يُقيم الأموات ويُحيي، قد أخذ جانبًا مع الشخص المقتول. وهذا ما سيطر على أفكار هيرودس وهو عينه ما سوف يسيطر على تفكير الناس في المستقبل عند استعلان الرب يسوع بالمجد والقوة. فالعالم يرفض المسيح الآن، ولكن عندما تُستعلَن قوته سنرى ملوكًا وجبابرة وقادة وعظماء يقولون للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف ( رؤ 6: 16 ).

فتجربة هيرودس وصراخ ضميره، هما صوت تحذير في آذان العالم البعيد عن المسيح الآن. فقيامة الرب يسوع تُخبر العالم بحقيقة هامة، هي أن الله بكل عظمته يقف إلى جانب الشخص الذي رفضوه وقتلوه. فأين أنت؟ هل أنت في المسيح أم أنك ترفض المسيح الذي أقامه الله من الأموات وعيَّنه ديانًا للأحياء والأموات؟

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net