الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 31 مارس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أولويات مُرتَّبَة
«حِينئِذٍ سَمِعَ ... الشعْبِ صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِهِمْ ... وَخافَ» ( حجي 1: 12 )
رسالة حَجَّي تلمس وَترًا حساسًا، وهذا ما تفعله كلمة الله دائمًا إذا استمعنا إليها. أدرك بنو إسرائيل أن هذه الرسالة هي من الله نفسه، وَسَعوا لإطاعتها على الفور. لقد اعترفوا بمصدرها وسلطانها، ونحن ينبغي أن نتصـرَّف مثلهم. الإدراك بأن الله هو المُتكلِّم، حتى من خلال عامل بشري، هو أول خطوة في إعادة ترتيب أولوياتنا.

أول ما تترتب هذه الأمور، وتأخذ الأولويات مكانها الصحيح، يأتي السجود بصورة تلقائية: «وَخَافَ الشَّعْبُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ». السجود، بالنسبة لنا، لا يُحاط بالخوف بل بحالة من الهيبة والاحترام، إذ نتواصل مع إله الجلال والقدرة الذي يستحق كامل انتباهنا ومعرفتنا. فهو ليس إلهًا بعيدًا، في مكانٍ ما في الفضاء الخارجي، بل إله متواجد معنا، ويريد أن يكون معروفًا ومحبوبًا ومُطاعًا. إنه الإله الذي يبحث عن استجابتنا ويرغب في أن يتمتع بشركـة معنا. لكن الشركة الحقيقية تعتمد على الخضوع لمشيئته. الشركة الضعيفة قد تكون إحدى نتائج الترتيب الخطأ للأولويات.

بدأت البقية اليهودية في زمن حجي إعادة بناء الهيكل، وأرواحهم مُتنبهة لمعرفتهم بأن الرب معهم في العمل ( حج 1: 14 ). إحدى مهام الخدمة النبوية في أي كنيسة محليَّة هي تحريض أو تنبيه المؤمنين الساجدين هناك ( 1كو 14: 3 )، وهذا ما فعله حَجَّي قبل ميلاد المسيح بأكثر من 500 سنة. إننا نحتاج اليوم لـمُنبهين ومُحرِّضين من هذا النوع؛ رجال ونساء أتقياء، مثل زربابل الوالي ويهوشع الكاهن العظيم، يستشعرون إرادة الله بوضوح، ويشجعون الآخرين لاتباعها «وَنَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ زَرُبَّابِلَ ... وَرُوحَ يَهُوشَعَ ... وَرُوحَ كُلِّ بَقِيَّةِ الشَّعْبِ. فَجَاءُوا وَعَمِلُوا الشُّغْلَ فِي بَيْتِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِهِمْ» ( حج 1: 14 ).

لاحظ كلمات مثل «كُلِّ» والضمير في «فَجَاءُوا ... وَعَمِلُوا». يريد الرب أن كل شعبه المفدي - وليس مجرَّد بقية قليلة - يشارك في مهمة البنيان لأجله. الحياة المسيحية لا تُعاش في عزلة بل في شركة مع الله ومع بعضنا البعض. هذا هو سبب التحريض «لنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ (مجيء الرب) يَقْرُبُ» ( عب 10: 24 ، 25). فيا ليتنا نُعيد ترتيب أولوياتنا مرة أخرى، ونتأكد أن أمور الرب تأتي على قمة هذه القائمة!

إيان ليفينجستون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net