الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 1 إبريل 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأوَّلُ والآخِرُ
«وَضَعَ يَدَهُ اليُمْنى عَليَّ قائِلاً لِي: لاَ تخَفْ، أَنـا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ» ( رؤيا 1: 17 )
لقد أصبح الرسول المحبوب عند رِجْليّ سّيِّده، فأُتيحت له فرصة أخرى ليتعلَّم فيها درسًا أعمق عن محبة المُخلِّص، ولذا استرسل يوحنا قائلاً: «فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: لاَ تَخَفْ». فيا له من إعلان مُبارك عن قلب الرب يسوع العطوف! كم هو رقيق! كم هو لطيف! فتلك اليد اليُمنى التي قد أحرَزت لعبده وخادمه النُصرة والغلبة على أعدائه، هي نفسها التي تنازلت لإنهاض ومُلاطفة خادمه الخائر القوى. نفس اليد التي قبلت باختيار أن تُثقَب من أجل خُطاة، قد امتدت ثانيةً لتشديده وتعزيته بقوله: «لاَ تَخَفْ». وكأنه يقول له: ”يا يوحنا، لا يوجد شيء البته يُمكنه أن يُخيفك أو يُرعبك. ولا داعي البتة لانزعاجك وعدم تعزيتك، لأن يدي اليمنى تحميك وتواسيك، فهي معك ولصالحك، وليست ضدك“.

وإذا كان للرب كل السلطان والقدرة في السماوات والأرض، خالق جميع أنحاء المسكونة، مالك كل العالمين، والماسك كل شيء بيمينه، فادي وديَّان الجميع، يقول لنا: «لاَ تَخَفْ»، فلا يوجد بعد موضع للخوف أو الانزعاج.

وفوق ذلك فقد أعطى السَيِّد لخادمه الضعيف الخائر القوى أسبابًا معقولة لعدم الخوف، راجعةً لشخصه ولعمله الكامل ولسموُّه ولرفعته:

أولاً: شخصه: «أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ»: إن السلام الحقيقي يرتبط دائمًا بالنظرة الصحيحة لشخص المسيح، لأن كرامة ومجد شخصه الكريم يُعطيان النتائج لعمله، ويملآن عمله كمالاً وكفاءة وإقناعًا، وقد جُمعت فيه جميع البركات، لأن الله والإنسان وُجِدا في شخصه. فإذا استبعدنا ناسوته لن نجد البديل ولا الفادي، وإذا استبعدنا لاهوته لن نجد قيمة الكفارة لدمه. فالأمر المبارك هو أننا نجد فيه الله والإنسان، وهو الذي كان مؤهلاً للعمل الفائق العجب للفداء الأبدي. هو القديم الأيام الحاضر في كل بركة يحتاجها الإنسان، وهو الذي يُجيب عن كل مطالب الله العادلة. هو رجل الدهور الوحيد والفادي الفريد الذي اشتاق إليه أيوب وانتظر وجوده. هو الذي أوجد للإنسان جميع البركات التي يحتاجها، وفي الوقت نفسه قد تمَّم وأوفى مطاليب بر الله وعدله، وهذا سبب آخر يجعل يوحنا لا يخف من شيء بعد أن تمتع بأقوال الرب المطمئنة، ووُجد في حضرة هذا الشخص العجيب الفريد.

هنري هـ. سنل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net