الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 30 مايو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طول أناة الله
«أَمْ تسْتهِينُ بِغِنى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَناتِهِ؟» ( رومية 2: 4 )
يوجد الكثيرون اليوم يَستهينون بالله وبكلمتهِ، وقد غرَّهم صمتـه وطول أناته وعدم قضائه على الشر سريعًا، ممَّـا جعلهم يرفعون من وتيرة تحدِّيهم لله ومُعاداته، ويُجاهـرون بهذا بل ويفتخرون به. لكن دعني أُخبرك بأربع كلمات:

أولاً: إحسان الله: إننا نرى في كل يوم كيف يجزل الله عطاءه لكل البشـر، وكيف يُشرق شمسه على الأشرار والأبرار. وعندما يجزل الله العطاء لك ولي زمنيًا في الصحة وفي العمل وفي الأولاد، فالواجب أن نرجع بالشكــر لله، لنُباركه من أجل كل حسناته (مز103). لكن أعظم إحسان عمله الله من أجلي ومن أجلك هو موت المسيح الكفاري على الصليب، وعلينا جميعًا أن نتجاوب مع هذا الإحسان ولا نحتقره، بل أن نقبل المسيح بالإيمان مُخلِّصًا وربًا.

ثانيًا: إهمال الله: لكن للأسف، فلقد نجح الشيطان أن يعمي الكثيرين عن رؤية المسيح المُخلِّص، بل نجح أيضًا أن يزرع في قلوبهم رفضًا صريحًا لله ولصليب المسيح، فتسمعهم يقولون لله: «ابْعُدْ عَنَّا. وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُـسَرُّ» ( أي 21: 14 ). وبكل حزن أقول: إن العالم يتجه الآن إلى موجة عامة من الرفض الصريح لله وإنكار عمل ابنه على الصليب.

ثالثًا: إمهال الله: كنا نتوقع وقوع القضاء الفوري على كل الرافضين لله ولصليب المسيح. لكن ويا للعجب! ما زال الله يُمطر على حقول المؤمنين، وعلى حقول الرافضين أيضًا، وما زال الله يفك ضيقات المؤمنين والرافضين، وكأن الله لا يُبالي. حاشاه!

رابعًـا: غضب الله: إن صمْت الله على فجور الناس ليس معناه ضعف الله أو غيابه، بل هو راجعٌ لطول أناة الله وإمهاله اللذين يفسحــان المجال لتوبة الخاطئ كي لا يهلك. ولكن هذا الصمت لن يستمر طويلاً. فقريبًا جدًا ستقول السماء كلمتها عندما ينتهي زمن النعمة ويأتي يوم الغضب. فأرجوك ألاَّ تقابل إحسان الله لك بالتجاهل والرفض، بل بخضوعٍ وانكسار استفد من المُهلة المُقدَّمة لك، واستمع لقول المسيح: «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا» ( يو 6: 37 ).

يَا أَيُّهَا الْخَاطِي انْتَبِهْ حَتَّى مَتَى تُخْدَعْ؟
اُنْظُرْ يَسُوعَ وَاقِفًا وَاسْمَعْـهُ إِذْ يَقْرَعْ
الرَّبُّ يَدْعُـوكَ انْتبِهْ فَكَيْفَ لا تَسْمَعْ؟
وَالمَوْتُ آتٍ عَاجِـلاً وَالمَوْتُ لا يُدْفَـعْ

عياد ظريف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net