الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 12 يونيو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أفراح وأحزان!
«يُغَـني بَيْنَ الناسِ فَيَقُولُ: قَدْ أَخطَأْتُ، وَعَوَّجْتُ الْمُسْتقِيمَ، وَلَمْ أُجَازَ عَلَيْهِ» ( أيوب 33: 27 )
بنهاية سفر أيوب، نجد أربعة مصادر للأفراح في سفر الأحزان هذا:

المصدر الأول: الفداء ونتائجه ( أي 33: 23 - 28): في عُمق تجربة أيوب كانت أصابع الله توجهه لفهم هذه الحقيقة الثمينة والمرتبطة بالفداء وخلفيته، وبلا شك أنه عندما تُدرك النفس هذا الأمر لا بد أن تمتلئ بالفرح، فتختبر قول الكتاب: «يُعَايِنُ وَجْهَهُ بِهُتَافٍ، فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ بِرَّهُ. يُغَنِّي بَيْنَ النَّاسِ فَيَقُولُ: قَدْ أَخْطَأْتُ وَعَوَّجْتُ الْمُسْتَقِيمَ وَلَمْ أُجَازَ عَلَيْهِ» ( أي 33: 26 ، 27).

المصدر الثاني: الصلاة وانتظار الرب ( أي 35: 9 ، 10): لقد واجه ”أَلِيهُو“ أيوب بقوله إنه اتهم الله بأنه لا يلتفت إلى ظلم المظلومين. فقال لأيوب: «مِنْ كَثْرَةِ الْمَظَالِمِ يَصْـرُخُونَ. يَسْتَغِيثُونَ مِنْ ذِرَاعِ الأَعِزَّاءِ» ( أي 35: 9 ). والحقيقة ليس أن الله لا يبالي بأولئك المظلومين، بل إنهم هم الذين لم يطلبوا الله، ولم يوَّكلوه في قضيتهم. ويُكمِل ”أَلِيهُو“ حديثه بالقول: «وَلَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ اللهُ صَانِعِي، مُؤْتِي الأَغَانِيِّ فِي اللَّيْلِ؟» (ع10). وكأنهم لم يتعلَّموا الاتكال على الرب، والصلاة لهذا الإله الذي هو «مُؤْتِي الأَغَانِيِّ فِي اللَّيْلِ». وفي بقية الحديث شجع ”أَلِيهُو“ أيوب على انتظار الرب: «فَإِذَا قُلْتَ إِنَّكَ لَسْتَ تَرَاهُ، فَالدَّعْوَى قُدَّامَهُ فَاصْبِرْ لَهُ» (ع14).

المصدر الثالث: التأمل في عظمة الله (أي38): تكلَّم الرب في حديث مطوَّل مع أيوب عن عظمته وقدرته وإبداعه في خليقته (أي38-41). وفي بداية هذا الحديث سأل الله أيوب: أين كان هو عندما أسس الأرض؟ عندما كان إبداع الله كالخالق كافيًا أن ينشئ بهجة وفرحًا في كل ملائكة السماء «عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعًا، وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ؟» ( أي 38: 7 ). إن كانت الخليقة تُجيب عن عظمة الخالق، فبلا شك أن التأمل فيها، وفي أسرارها، لا بد أن تنشئ سرورًا وبهجة في قلوب البشر، مثلما أنشأت هتافًا وسرورًا في ملائكة العلي.

المصدر الرابع: الخلاص من التجربة (أي42): لا عجَب أن يكون الفرح الأخير في هذا السفر هو الفرح الناتج عن رد سبي أيوب، وعودة كل شيء له. فبالارتباط بنهاية التجربة لا بد أن تأتي التعزية والبهجة والبركة «فَجَاءَ إِلَيْهِ كُلُّ إِخْوَتِهِ .. وَكُلُّ مَعَارِفِهِ ..، وَأَكَلُوا مَعَهُ .. فِي بَيْتِهِ، وَرَثُوا لَهُ وَعَزُّوهُ عَنْ كُلِّ الشَّرِّ الَّذِي جَلَبَهُ الرَّبُّ عَلَيْهِ» ( أي 42: 11 ).

يَا نَبْعَ أَفْرَاحِي الْغَنِيّْ مُحْيِي تَهَانِيهَا
يَا مَجْدَ أَيَّامِي السَّنِيّْ سَلْوَى لَيَالِيهَا

إسحق شحاتة
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net