الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 16 يونيو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
املأوا الأجرانَ ماءً
«.. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً. فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ» ( يوحنا 2: 6 -8)
إن الطريقة التي أُجريت على نسقها معجزة تحويل الماء إلى خمر، تستحق انتباهنا البالغ: «وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ، حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ، يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ ... قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً. فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ. فَقَدَّمُوا» ( يو 2: 6 - 8).

كان المسيح هو الذي أجرى المعجزة، بيد أن الخدام هم – حسبما يظهر – الذين فعلوا كل شيء؛ فقد ملأوا الأجران، واستقوا الخمر، وقدَّموا لرئيس المتَّكإ. إذن لم يكن ثَمة استعراض للقوة الإلهية. لم يجرِ المسيح حيلة سحرية، بل إنه حتى لم يأمر الماء أن يتحوَّل خمرًا. وكل ما بَدا للناظرين أن ثَمة أُناس يؤدون عملهم المُعتاد، لا أن الله الخالق قد أجرى المعجزة. وكل ذلك يُكلِّمنا بأعلى صوت. كان ذلك مَثلَاً في هيئة فعل. فالأدوات المُستخدمة كانت بشرية، ولكن النتيجة المَرئية كانت إلهية.

كانت تلك معجزة المسيح الأولى، وهي تُظهر أن الله يُسرّ باستخدام أوانِ بشرية لإجراء عجائب نعمته. فحوى المعجزة هو توفير الخمر، والخمر يرمز إلى الفرح في الله. نتعلَّم إذًا أن الرب يُسـرّ بأن يستخدم وكلاء بشريين ليستحضر الفرح لقلوب الناس.

وماذا كان العنصر الذي استخدمه الرب بصدَد انتاج الخمر؟ كان الماء. والماء هو أحد الرموز لكلمة الله المكتوبة ( 1كو 1: 21 ). وكيف يليق بنا نحن خدامه اليوم؛ خدام المسيح، أن نطيعه إذ يأمرنا أن نملأ هذه الأجران الحجرية الستة بالماء، بواسطة خدمة الكلمة، حتى لو بدا ذلك بلا معنى – أو قُل حماقة؟ ولكن طاعة الخدام جعلتهم شركاء في المعجزة! وقد يظهر ذلك في عيون حكماء العالم الذين وضعوا ثقتهم في الشرائع وسَّن القوانين وتحسين الأوضاع الاجتماعية، نعم قد يبدو عبثًا أن نخرج إلى الناس الأشرار وليس في أيدينا شيء سوى كتاب مكتوب منذ ما يقرب من ألفي عام. ومع ذلك «اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ» (1كو1: 21).

ذلك هو تقدير حكماء العالم – على أقصى تقدير – لأمور الله: جهالة. ولكن ها هو التعليم المبارك لخدام الله اليوم؛ دعونا نخرج متسلِّحين بماء الحياة، طائعين ببساطة أوامر ربنا، وهو سيستخدمنا لإمداد قلوب حزينة كثيرة بخمر الفرح الإلهي.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net