الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 17 يونيو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قبرٌ في بستان!
«وَفِي الْبُسْتانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ» ( يوحنا 19: 41 )
لعلَّنا نلاحظ حرص الوحي على أن المسيح لم يرَ في موته فسادًا. فتذْكُر لنا الأناجيل أن القبر الذي دُفن فيه المسيح كان قبرًا جديدًا، ويضيف كل من لوقا ويوحنا البشيرين أنه لم يُوضع فيه أحدٌ قط. وكأن الله أراد أن يكون المسيح في هذا، كما في غيره، «مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ» ( كو 1: 18 ).

وتركِّز البشائر أيضًا على أن هذا القبر الذي احتوى جسد المسيح كان منحوتًا في صخرة. وبهذا فإن الوحي يؤكد أمرين:

أولاً: أن يتم دفن المسيح في قبر منحوت في الصخر، فهذا جعل من المُحال نقب القبر لسـرقة الجسد. فلا إمكانية إطلاقاً لدخول القبر إلا من الباب الذي يقف أمامه الحراس.

ثانيًا: لتكون قيامة المسيح من الأموات أمرًا ليس فيه أدنى التباس أو اشتباه. فهو لو دُفِنَ - كما أراد اليهود له - مع الأشرار، ما أمكن التأكد عن يقين من مسألة القيامة. لكن المسيح دفن في هذا القبر الذي لم يكن قد دُفن فيه أحد آخر بخلاف المسيح.

ويذكر يوحنا البشير أن قبر يوسف الرامي الذي دُفن فيه المسيح كان في بستان. وهذا البستان الذي دُفن فيه المسيح يُذكّرنا بالجنة المذكورة في بداية سفر التكوين. في الجنة الأولى في تكوين 2؛ 3 وُضع الإنسان الأول وله الحرية للاقتراب إلى شجرة الحياة، فإذا به يُفضِّل الموت على الحياة، ويأكل من شجرة معرفة الخير والشـر، فحُرِم بذلك من شجرة الحياة. أما هنا في هذا البستان، أو في الجنة الثانية، فقد وُضع الإنسان الثاني في حالة الموت، إذ كان قد واجه عقوبة الموت التي يستحقها الإنسان، وُضع نيابةً عن الإنسان، دون أن يفعل هو شخصيًا أي شيء يستحق الموت. في الجنة الأولى نجد كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل. أما في هذا البستان فلا نقرأ عن أي شجرة على الإطلاق، ولا نرى شيئًا سوى قبر يسوع. لكن سرعان ما قام المسيح من الأموات، فأمات الموت، وغلب الهاوية، وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل.

إذاً لقد دُفن ربنا يسوع في ذلك البستان، ليزرع بنفسه للإنسان من جديد شجرة الحياة. وما أن أتى اليوم الثالث حتى كان ذلك البستان قد أنبَت شجرة الحياة بمفهوم روحي، إذ قام المسيح ابن الله من الأموات، قاهرًا الموت ومنتصرًا عليه!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net