الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 4 يونيو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
امتيازات ومسؤوليات
«اشْتهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تنمُوا بِهِ» ( 1بطرس 2: 2 )
إن تلخيص حياتنا على الأرض ينحصر في ثلاثة امتيازات، يُقابلها ثلاث مسؤوليات: (1) وُلدنا من الله لكي ننمو.

(2) العبادة لله لكي نتقدَّم. (3) ثم الشهادة لله لكي نُخبر.

الامتياز الأول: كنا قبلاً أبناء الغضب، لكننا وُلدنا ثانيةً، وهذه الولادة يترتب عليها مسؤولية اشتهاء اللبن العقلي لكي ننمو به. أعظم امتياز يعطيه الرب للمؤمـن عندما يولَد من فوق، هو الشهية الروحية. ولكي ما تأتي الشهية يجب طرح معطلات النمو، ومُفقِدات الشهية. عند نزول المَّن كان لدى الشعب شهية، وكان المَّن «طَعْمُهُ كَرِقَاقٍ بِعَسَلٍ»، لكن عندما اشتهى اللفيف الذي في وسطهم شهوة، تحوَّل طَعْمُ المَّن «كَطَعْمِ قَطَائِفَ بِزَيْتٍ». ثم بعد ذلك قالوا: «كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ السَّخِيفَ». هل المَّن تغيَّر؟ لا، لكن عندما اشتعلَت الشهوة، قلَّت الشهية. لذلك «اطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ» ( 1بط 2: 1 ). هذه هي معطلات النمو، ومُفقدات الشهية. الخبث يتكلَّم عن الشـر والخمير. والمكر هو إخفاء الشر؛ أحمل ضغينة ومشاعـر شريرة فأخفيها. وعندما يدخل المكر إلى الحياة، يفقد الطعام الروحي شهيته. والرياء هو إظهار حب غير حقيقي؛ اصطناع الحب. والحسَد أن تنظر للخير لدى قريبك، وتتمنى زواله، وتحزن عندما يكون ناجحًا أكثر منك، أو محبوبًا أكثر منك. والمذمَّة أن تفرح لحزنه، تفرح بزلاته، تفرح بعيوبه. فإن كان الحسَد أنك تحزن لفرحه، فالمذمَّـة أنك تفرح لحزنه.

قبل أن يكون لدينا شهية روحية، نطرح هذه الأمور من أعمال الإنسان العتيق. وفي يعقوب 1: 21 قبل أن يقول: «اقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ»، قال: «اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ». عندما نترك ونتطهَّر، تأتي الشهية الروحية.

«اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ»؛ ”العقلي“ عكس روتيني أو آلي، أو أمر فيه تغييب للعقل ( رو 12: 1 ). إن طعامنا الروحي ليس مجرَّد ترديد كلام، لكن لبن عقلي يُخاطب أذهاننا ويُجدِّدها. وليس طعام انفعالي عاطفي يُثير الحواس لأن كلمة الله حيَّة وفعَّالة.

«اللَّبَنَ .. الْعَدِيمَ الْغِشِّ». وعندما يُحذرنا الرب من شيء، لا يُحذرنا من شيء وَهْمي لأن هناك مَن يغشون اللَّبَن. واللَّبَنَ الْعَدِيمَ الْغِشِّ هو غير المخلوط بأي شيء آخر «وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ» ( 2تي 3: 14 ). علينا أن نتناول الطعام الروحي لكي ننمو به.

مجدي صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net