الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 يونيو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مستحقٌ هو
«وَرَأَيْتُ الأمْوَاتَ صِغَارًا وَكِبَارًا وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ» ( رؤيا 20: 12 )
ذلك الجالس على العرش، «الَّذِي مِن وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ»، إذ قد أفسدَتها الخطية، ليس إلا ربنا يسوع المسيح، حيث إن «الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنونَةِ لِلاِبْنِ» ( يو 5: 22 ). ووجهه الذي شُوِّه مرة بشكل لم يحدث لأي إنسان، يُضـيء فيه الآن مجد الله. عندئذٍ سيشع بالعِلم الكاشف لكل شيء، وقسوة الدينونة النابعة من برِّه (عدله) وقداسته، وهو ما يرمز إليه عرشه الأبيض.

ولكن الدينونة لن تكون بعيدًا عن «ما هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ» و«بحسب أعمالهم» ( رؤ 20: 12 )، ولن تكون الدينونة بناء على ما يعرفه الله عنهم، بل ما أظهروا أنفسهم هم عليها بأعمالهم الخارجية. وهذه الأعمال مُسجَّلة في أسفار محفوظة أمام الله. وجدير بالملاحظة أن العهد القديم في ختامه يتكلَّم عن «سِفْرُ تَذْكَـرَةٍ لِلَّذِينَ اتَّقُوا الرَّبَّ» ( ملا 3: 16 ) كتبَهُ الرب أمامه، بينما يتكلَّم العهد الجديد في ختامه عن «مَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ» ( رؤ 20: 12 )، والذي دين الأشرار على أساسه.

في السنوات الأخيرة نجح الإنسان في تسجيل الأحداث والأقوال بالصوت والصورة لكي تُحفَظ للأجيال القادمة. وما استطاعوا أن يعملوه بشكل غير مُتقَن، قد فعله الله بشكل كامل على مرّ العصور. وهو فكر مُرعب لبني البشر الخطاة.

جزء كبير مِن الأرض يغطيها البحار. ولكن حتى إذا كان شخص ما قد دُفن في أعماقها، فهذا لن يفلت، فالبحر سيُسلِّم الأموات الذين فيه. فالموت قد حفظ أجساد الناس، والهاوية قد حفظت نفوسهم، وكلاهما سيُسلِّمان الأموات الذين فيهما ( رؤ 20: 13 )، لكي يتحد الجسد والنفس من جديد. لقد أخطأوا في أجسادهم، وفي أجسادهم سيُدانون. ويؤكد مرةً ثانية «كل واحد بحسب أعماله» ( رؤ 20: 13 ).

في ذلك الوقت، سيكون في الموت والهاوية غير المُخلَّصين فقط، ولذلك نجد الحقيقة المَهيبة أن كل مَن فيهما هم «كُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ، طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ» ( رؤ 20: 15 ).

فإذا كان «مَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ» هو الأساس الإيجابي لدينونة الناس، فإن عدم كتابة الاسم في سفر الحياة هو الأساس السلبي، فعدم وجود أسمائهم فيه يحكم على مصيرهم.

أمام هذه المشاهد الرهيبة المؤكد حدوثها عن قريب، أتوسل إليك أيها القارئ العزيز، أن تقبل المسيح مُخلِّصًا قبل فوات الأوان.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net