الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 8 يونيو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كما هو .. هكذا نحنُ
«فَالآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ، فَإِنهُ نبِيٌّ، فَيُصَلِّيَ لأجْلِكَ فَتحْيَا» ( تكوين 20: 7 )
بعد مرور سنوات كثيرة، نجد إبراهيم يسقط ثانيةً في الغلطة القديمة، غلطة إخفاء الحقيقة التي احتمل من أجلها تأنيبًا من مجرَّد إنسان من أهل العالم (تك12). وفي هذه المرة ظهر أبيمالك؛ رجل العالم، إلى لحظة، أن له شعورًا أدبيًا أكثر تهذبًا ممَّا لرجل الله؛ فيقول: «أَ لَمْ يَقُلْ هُوَ لِي إِنَّهَا أُخْتِي، وَهِيَ أَيْضًا نَفْسُهَا قَالَتْ هُوَ أَخِي؟ بِسَلاَمَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هَذَا» ( تك 20: 5 ).

لكن لاحظ كيف يدخل الله إلى المشهد بقصد تبرير عبده فيقول لأبيمالك: «هَا أَنْتَ مَيِّتٌ» (ع3). نعم، بكل ”سَلاَمَةِ قَلْبِهِ وَنَقَاوَةِ يَديهِ“، بكل أساسه الأدبي اللطيف، بما هو حق، وبما هو غير حق، كان فقط إنسانًا ميتًا. وما كانت المسألة مسألة مقارنة في وقت من الأوقات بينه وبين ابن مُخطئ من أولاد الله.

فالله في نعمته كان ينظر إلى عبده العزيز من وجهة نظر تختلف كل الاختلاف عن تلك التي اتخذها أبيمالك. كل ما استطاع هذا الأخير أن يراه في إبراهيم، كان أنه إنسان مُذنب بغش ظاهر، لكن الله رأى غير ذلك. ولذلك فهو يقول لأبيمالك: «فَالْآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا» (ع7).

أيَّة كرامة توضع هنا على إبراهيم! الله نفسه يُبرِّرَهُ أمام العالم! لا كلمة تأنيب! لا أثر للتوبيخ! كلا، بل «إِنَّهُ نَبِيٌّ، فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا». كم هو بالحقيقة معزٍّ للمؤمن المسكين الضعيف المضطرب، أن يذكر أن أباه يراه على الدوام فى شخص الرب يسوع المسيح. هو لا يرى شيئًا ما على ولده سوى كمال وتفوُّق يسوع؛ لهذا فبينما رجل العالم يمكن أن يكون له أن يؤنب أحد أولاد الله، كما في الحالة التي أمامنا، فالله يُعلن أنه يُقدِّر تلك الصفة التي حصل عليها المؤمن منه، أكثر من الطبيعة والسلامة والنقاوة التي يمكن أن تفتخر الطبيعة بها.

لقد لوحظ أنه إذا كنا ننظر من خلال قطعة الزجاج المُلوَّن، فإنها تُلقي صبغتها على كل ما ننظر إليه. قد ننظر إلى ألوان تختلف عن بعضها أعظم الاختلاف، ومع ذلك نرى في جميعها ظل الشـىء الذي ننظر من خلاله. هكذا الحال مع الله؛ فالوسيط الذي ينظر الله إلى شعبه من خلاله، هو المسيح. هو لا يرى ظلالهم ولا نقائصهم المختلفة، لأن كل ما يظهر لعينه هو كمال الرب يسوع «لأَنَّهُ كَمَا هُوَ (أي المسيح في المجد)، هَكَذَا نَحْنُ أَيْضًا فِي هَذَا الْعَالَمِ» ( 1يو 4: 17 – ترجمة داربي). قد يجد الناظرون فيَّ أغلاطًا كثيرة، ولكنهم لو عرفوا فكر المسيح لاكتفوا بأني مكتوب في كتابه.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net