الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 17 يوليو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرجاء والنعمة
«أَلْقُوا رَجَاءَكُمْ بِالتمَامِ عَلَى النعْمَةِ» ( 1بطرس 1: 13 )
«ألْقُوا» ... نفس هذا الفعل يُقَال أيضًا عندما يُلقي البحارة المرساة (الهلْب) على صخرة لتثبيت السفينة. لذلك لم يَقُل الرسول بطرس ”ضَعوا رجاءكم“، بل «أَلْقُوا رَجَاءَكُمْ». ويؤكد ذلك كاتب رسالة العبرانيين قائلاً: «لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، الَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ» ( عب 6: 18 ، 19).

أخي، وسط آلامك وأوجاعك ومخاوفك اليومية ألق رجاءك على إلهك الذي قريبًا سيأتي ليأخذنا إليه وينهي كل ألم ووجَع. ألق مرساتك ورجاءك عليه، لأنه «هُوَ الصَّخْــرُ الكَامِلُ صَنِيعُـهُ» ( تث 32: 4 ). وتأتي كلمة «بِالتَّمَامِ» في بعض الترجمات بمعني ”ألقوا رجاءكم حتى النهاية“، أو ”ألق رجاءك على إلهك كل يوم في حياتك“؛ سلِّمهُ حياتك إلى آخر يوم فيها، لا تشك في قدرته، بل ثق أنه لن يشفي ألمك فقط، لكنه سيُمجِّدك ويكافئك أيضًا على ثقتك به «فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ» ( عب 10: 35 ).

إنك إن ألقيت مرساتك ورجاءك على مالِك أو غناك، فإني أضع أمامك هذه الآية «أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيرِ يَقِينِيَّةِ الغِنَى، بَل عَلَى اللهِ الحَيِّ» ( 1تي 6: 17 ). إن وضعت رجاءك على شيء أو شخص سوى المسيح، أنت تضع رجاءك ومرساتك على شيء غير يقيني وغير ثابت. هل يمكن للسفينة أن تهدأ وتطمئن إن كانت مرساتها قد أُلقيَت على ما هو غير ثابت؟! وهل تستطيع أنت أن تطمئن وسط آلامك إن كنت تضع رجاءك على ما هو غير يقيني؟!

أخي، إن رجاء مجيء الرب هو الحل لكل مشاكلنا وأوجاعنا، فلن يكون هناك وجَع أو صراخ أو دموع، وسنقف أمام الرب لنُكلَّل منه. ولكن إن كان هذا المجيء سبب خوف لك، لشعورك بالتقصير، فإني أضع أمامك باقي الآية «أَلقُوا رَجَاءَكُم بِالتَّمَامِ عَلَى النعمَةِ». أيَّة نعمة؟! «النِّعمَةِ الَّتِي يُؤْتَى بِهَا إِلَيْكُمْ عِنْدَ استِعْلاَنِ يَسُوعَ المَسِيحِ» ( 1بط 1: 13 ). فنحن لن نقف أمام الرب على حساب أعمالنا وبرّنا. فقد خلصنا بالنعمة، وأيضًا نُقيم في النعمة، ونُلقي رجاءنا بالتمام على النعمة. إن كنا سنقف أمام الرب على حساب أعمالنا فلن يستطع أحد الوقوف؛ إذ ليس لنا حُجة للوقوف أمام الرب سوى عمله ونعمته.

ليتنا في كل يوم يزداد تمتُعنا بما نلناه من خلاص؛ ولا نسمح لإبليس أن يُفسِّر لنا آلامنا وأحزاننا، بل نُمنطق أذهاننا فلا نجهل أفكاره أو ننخدع بها؛ وفي كل يوم نُلقي رجاءنا على نعمة إلهنا الغنية.

مجدي صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net