الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 22 يوليو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دودةٌ لا إنسانٌ!
«أَمَّا أَنـا فَدُودَةٌ لاَ إِنسَانٌ» ( مزمور 22: 6 )
«أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ» .. مَنْ هو الذي يقول هذا؟ إنه مُبدع الكون القدير. تأملي يا نفسـي في هذا اللغز العجيب واخشعي!

وكلمة دودة نطقها بالعبري ”تُولَعُ“، هو اسم أحد قضاة إسرائيل ( قض 10: 1 )، ويُعتبَر رمزًا لقاضي إسرائيل الحقيقي لكن المرفوض ( مي 5: 1 ). ويُستخدَم هذا الاسم للتعبير عن ديدان صغيرة حمراء اللون، تُجمَع بهز الشجر الذي توجد فيه، وعندما تُسحق تلك الديدان تتخضب تمامًا بالدم القاني، مما يُذكِّرنـا برَجُل الأحزان الذي لأجلنا كان دامي الرأس والظهر واليدين والرِجْلَين والجنب، وذلك من آثار الشوك والسياط والمسامير والحربة. أما سحق تلك الديدان، فكان يعطي أفخر الصبغات الحمراء الزاهية، والتي يُشار إليها في نبوة إشعياء باسم ”الدُّودِيِّ“، أو ”القِرْمِزِ“ ( إش 1: 18 ). ولقد كانت هذه الصبغة مُكلِّفة وغالية، وكان يُصنَع منها ثياب الملوك والأُمراء. وهكذا سُحق ربنا يسوع - تبارك اسمه - حتى نلبس نحن المجد والبهاء!

عندما مات شاول الملك، رثاه داود بالقول: «يَا بَنَاتِ إِسرَائِيلَ، ابْكِينَ شَاوُلَ الَّذِي أَلبَسَكُنَّ قِرْمِزًا بِالتَّنَعُّمِ» ( 2صم 1: 24 ). لكن الواقع إنه ليس شاول هو الذي عزَّز بنات أورشليم (قارن 1صم8: 13)، بل إن الذي كسانا بالعز حقًا هو المسيح.

لقد قَبِل ذاك المجيد - الذي تتعبَّد له الملائكة - أن يتألم وأن يُهان من أجلنا حتى ما نرتدي نحن الحُلَّة الأولى. قَبِل أن يُسحَق من أجل آثامنا. وهل هناك ثَمة صعوبة في سحق دودة؟! أ يحتاج ذلك إلى قوة أو جبروت؟! في الواقع ما أسهل أن تسحق دودة! وماذا تستطيع تلك الدودة أن تفعل سوى أن تتألم وأن تعاني؟! والرب تبارك اسمه ارتضـى أن يكون كذلك. ومع أن بيلاطس قال عنه في المُحاكمة: «هُوَذَا الإِنْسَانُ!» ( يو 19: 5 )، لكنه الآن وهو مُعلَّق فوق الصليب يقول عن نفسه: «أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ»!

لقد سحَـق الله المسيح وهو فوق الصليب، والسبب لذلك هو خطايانا. يقول الوحي: «وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا ... أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالحَزَنِ» ( إش 53: 5 ، 10). لكننا نرى كيف استخدم الشيطان البشر جميعهم في سَحق رجل الأحزان ربنا يسوع المسيح، فتمَّت الكلمات التي كان الرب الإله قد قالها في الجنة للحيَّة: «أَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ» ( تك 3: 15 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net