الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 4 يوليو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الوالي والمَلك
«لِتفْتحَ عُيُونهُمْ كَي يَرْجعُوا مِن ظُلُمَاتٍ إِلَى نورٍ وَمِنْ سُلطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ» ( أعمال 26: 18 )
يُمكننا أن نقول: إن الإنجيل هنا مُلَخَّص في أعمال 26: 18، في تأثيره الثلاثي وبركاته الثنائية.

أما تأثيره، فهو فتح عيون البشر، لأنهم عميان روحيًا، ثم انتقالهم من الظلمة إلى النور، لأنهم جالسون في الظلمة ( مت 4: 16 )، وأخيرًا تحرُّرهم من سُلطان الشيطان الذي أعمى أذهان غير المؤمنين ( 2كو 4: 4 ). وهذا معناه أن الإنسان الطبيعي أعمى، وفي جحر مُظلم، وسجَّانه يعمي عينيه. فما أبأس تلك الحالة!

أما عن بركات الإنجيل الثنائية فهي سلبيًا ”غُفْرَان الْخَطَايَا“، وما أعظمها بركة! وإيجابيًا ”نَصِيبًا مَعَ الْمُقَدَّسِينَ“، وما أمجده نصيبًا!

وعلى قدر فَهم ”فَستُوس الوالي“، الذي لم يكن له علم بالأمور الروحية، كان ما يقوله بولس مُجرَّد هذيان (ع24). حقًا «الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ، لأَنَّهُ عِنْدَهُ (أو أن هذه الأمور في نظره) جَهَالَةٌ» ( 1كو 2: 14 ). عندئذٍ خاطب الرسول ”المَلِك أَغْرِيبَاسُ“ مباشرة باحترام، ولكن بحسب سلطان كلمة الله المُعطى له، وسأله: «أَ تُؤْمِنُ أَيُّهَا الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ بِالأَنْبِيَاءِ؟» (ع26، 27). وأخفى المَلِكُ ارتباكه في التملُّص من سؤال بولس (ع28). وهكذا فإن عظماء هذا الدهر الذين يُبْطَلون لم يُقَدِّروا عمل المسيح الفدائي على الصليب، ولا دعوة الله الحارة لهم بالمُصالحة، وخسـروا الوقت الوحيد الذي يمكنهم فيه الحصول على بركة غفران الخطايا؛ أعني به الفترة الحاضرة. وعلى العكس من ذلك، فإن بولس بمُجرَّد أن أتاح الرب له فرصة التوبة، فقد استفاد منها فورًا.

«فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ: بِقَلِيلٍ تُقْنِعُنِي أَنْ أصِيرَ مَسِيحِيًّا» (ع28). وبأسف نقول: إن اقتناع الشخص بحيث يكون على وشك الخلاص لا يكفي. لا يكفي أن تكون قريبًا جدًا من الباب، بل يلزم أن تدخل من الباب لكي تَخلُص ( يو 10: 9 ). فهل دخلت فعلاً عزيزي القارئ؟

وأيهما كان في مركز أفضل: الملك أم الأسير المسكين؟ بولس أسير يسوع المسيح كان مُدركًا مركزه العالي أمام الله، ولم يُفكِّر في التاج الذي كان على رأس الرجل الذي أمامه، بل في نفسه الخالدة، لهذا صلَّى إلى الله ليجعل المَلِك مثله، ما خلا القيود التي في يديه «كُنْتُ أُصَلِّي إِلَى اللهِ أَنَّ ... جَمِيعُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَنِي الْيَوْمَ، يَصِيرُونَ هَكَذَا كَمَا أَنَا، مَا خَلاَ هَذِهِ الْقُيُودَ» (ع29). ليتنا لا ننخَدع بمظهر الناس بل نُفكِّر في مصيرهم الأبدي.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net