الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 10 أغسطس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صياحُ الدِّيك
«وَفِي الحَالِ بَيْنمَا هُوَ يَتكَلَّمُ صَاحَ الدِّيكُ» ( لوقا 22: 60 )
إنها بالتأكيد معجزة أن يصيح دِّيكٌ واحدٌ في ذلك الوقت بالتحديد، بينما بقية الديوك التي بالمدينة كانت صامتة. إلا أن صِيَاح الدِّيك كان أكثر مِن مُجرَّد معجزة تمَّمت كلمات السَيِّد؛ لأنها كانت رسالة خاصة مليئة بالتشجيعات، لبطرس، ساعدته على أن يرجع إلى شركة الجماعة مرةً أخرى.

لقد كان صياح الدِّيك تأكيدًا لبطرس أن المسيح لا يزال مُتحكمًا في الأمور، بالرغم من أنه كان مُقيَّدًا وأسيرًا، ويبدو وكأنه بلا أية قوة أمام الجُند. ولربما تذكَّر بطرس ما رآه قبلاً من سلطان السَيِّد على السمك، والريح، والموج، وعلى المرض، والموت أيضًا. ومهما يكن مدى ظلام تلك اللحظات بالنسبة لبطرس، فالرب يسوع لا يزال هو المُتحكم في الأمور. لقد استطاع الرب بسلطانه المُطلَق أن يُتمِّم ما سبق أن قاله لبطرس: «لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ اليَومَ قَبْلَ أَنْ تُنكِرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي».

كما كان صِيَاح الدِّيك تأكيدًا لبطرس أنه من الممكن أن يُغفَر له. ربما لم يكن بطرس مُنتبهًا تمامًا إلى كلمة الله، بل وكان يُجادلها، وربما لم يَطعها في لحظةٍ ما، لكن الآن «تَذَكَّرَ بطرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ» ( لو 22: 61 )، وهذا هو الذي أمدَّه بالرجاء. لأنه مع كلام التحذير، كان هناك وعد الرب بِرَدِه! لقد كان لا بد أن يرجع بطرس، ويُثبِّت إخوته «طَلَبْتُ مِنْ أجْلِكَ لِكَي لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأنْتَ مَتَى رَجَعتَ ثَبِّتْ إِخوَتَكَ» ( لو 22: 31 ، 32).

أخيرًا، إن معجزة الديك أخبرت بطرس أن فجرًا ليوم جديد قد بزغ؛ لأن هذا ما يعنيه صياح الديوك في كل يوم. لقد كان ذلك يومًا جديدًا بالنسبة لبطرس، لأنه تاب «خَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا»؛ «القَلْبُ المُنكَسِرُ وَالمُنسَحِقُ يَا اللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ» ( مز 51: 17 ). وفي صباح القيامة أرسل الملاك رسالة خاصة لتشجيع بطرس: «لَكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ» ( مر 16: 7 ). وظهر الرب بنفسه لبطرس في ذلك اليوم، وردَّه إلى شركة الجماعة ( لو 24: 34 ).

وكل منَّا في وقتٍ ما قد يسقط أو يفشل، وعندئذٍ سيسمع بطريقة أو بأُخرى ”صِيَاح الدِّيك“. سيُخبرنا الشيطان أن الأمر بالنسبة لنا قد انتهى، وأن مستقبلنا قد تحطَّم، لكن هذه ليست هي رسالة الله لنا. فبالتأكيد لم يكن ”صِيَاح الدِّيك“ إعلانًا بنهاية بطرس! لقد كانت عودته كاملة، حتى استطاع أن يقول لليهود: «وَلَكِن أنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ القُدُّوسَ البَارَّ» ( أع 3: 14 ). لقد اختبر بطرس كلمات التشجيع الرائعة: «إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا ...».

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net