الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 11 أغسطس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جمال العروس
«عَيْناكِ حَمَامَتانِ ... شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ ... أَسْنانكِ كَقَطِيعِ الجَزَائِزِ» ( نشيد 4: 1 ، 2)
«عَيْنَاكِ حَمَامَتانِ مِن تَحتِ نَقَابِكِ»: العين الطبيعية هي نافذة النفس على العالم. وعيون الإيمان هي لاتصال أرواحنا، بعالم الروح. أو قُل: لرؤية ملكوت الله ( يو 3: 3 )، وبركاتنا الروحية. وعيون الحمام بسيطة تستقر على شيء واحد، في الوقت الواحد. فهل أعيُن إيماننا، على المسيح مستقرة؟ ويمتاز الحمام أيضًا بحدَّة البصـر؛ فمن بعيد ينظر بُرجه. والعين المُستقرة على المسيح، الخاضعة للروح القدس تتمتع ببصيرة حادة، وتُميز ما لها في السَّماويات في المسيح. والنقاب؛ «تَحْتِ نَقَابِكِ»، يعلن أن لها زوجًا ( تك 24: 65 ). وجمال عينيها، وما تُميِّزه وتتمتع به من مُقدسات، هو للعريس وحده.

«شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ»: الشعر يُكلِّمنا عن الخضوع ( 1كو 11: 3 )، فعيب على المرأة أن يُقص شعرها، فهي بخضوعها لرَجُلها فخورة. كما أن إرخاء الشعر صورة للتكريس وللانتذار الحقيقي لله (عد6). وطالما كانت خُصل شعر رأس شمشون (نذير الأُمة)، غير محلوقة، ظلت قوة الروح، له مُلازمة. والقوة الروحية وعد لنا، طالما نحن، في تمام الخضوع لله نسير، مُكرَّسين له. ويوصَف الشعر هنا، بقطيع الماعز؛ صورة لغزارة الشعر، فالخضوع بوفرة، في كل جوانب الحياة. والقطيع رابض مستريح؛ يعلن أن راحة العروس وسعادتها، في تكريسها وخضوعها. والنفوس المُكرَّسة لله، لا بد لأعالي جبل جلعاد قاصدة، أي لقمم جبال الشـركة مع الآب، صاعدة، حاملة معها، جمالها لإلهها؛ تكريسها وخضوعها.

«أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ»: أسنان العروس، صورة لقدرتها على التغذي بالمسيح. وتُشبَّه أسنان العروس بالقطيع؛ فهي لطبيعة الحَمَل تمتلك؛ فالطبيعة الجديدة أمر حتمي للتغذي على المسيح. «كَقَطِيعِ الجَزَائِزِ»؛ وجز الغنم عملية مؤلمة؛ فالخروف بين رجلي جازيه، مضبوط دون حراك، وبآلة حادة يجزُه. ومن الصوف (نتاج الطبيعة العتيقة) يُعرّيه. والجز صورة للحكم على الذات، وضبط النفس، وهي تزيل كل ما يُعطِل تغذيتنا على المسيح، لذا فهي فاتحة للشهية الروحية. ومن الجانب الآخر، فالصوف هدية الغنم لراعيه. وإذ أُقدم لإخوتي ممَّا تعطيني النعمة، تجدني في حاجة ماسة لمزيد من الطعام. وقطيع الجزائز «كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ»؛ أي ينجب توأمًا مضاعفًا، فإذ تُخلِّصنا النعمة مما هو بشـري، ونُشارك إخوتنا فيما هو إلهي، صارت قدراتنا الروحية في التغذي وهضم المقدسات (أسناننا) مضاعفة. وما أمجدها النعمة!

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net