الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 13 أغسطس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لنقُم ولنبنِ
«لِنقُمْ وَلنبْنِ. وَشَدَّدُوا أَيَادِيَهُمْ لِلخَيْرِ» ( نحميا 2: 18 )
بعد أن وصَل نحميا إلى أورشليم، بقي هناك ثلاثة أيام دون أن يُجاهـر بشـيء ( نح 2: 11 ). وكان لازمًا عليه أن يرى بنفسه مدى الخراب الذي حلَّ بسور أورشليم. وهكذا قام نحميا ليلاً ورجال قليلون معه، ودون أن يخبر أحدًا بما جعله الله في قلبه ليعمله في أورشليم، أخذ طريقه إلى باب الوادي، ومن عدَّة مواقع رأى «أسوَارِ أُورُشَلِيمَ المُنْهَدِمَةِ وَأبوَابِهَا الَّتِي أَكَلَتْهَا النَّارُ» (ع13). لقد تعرَّف بنفسه على مدى الخراب الذي حدث، واستمر في رحلتهِ الليلية حتى لم يكن هناك مكان آخر ليمُر فيه (ع14).

عندما يقابل الإنسان الطبيعي مثل هذا القدر من الخراب، لا شك أنه يُصاب بالإحباط ويشعر بأن هذه الحالة ميئوس منها، وأن إصلاحها فوق مقدرة البشـر. قد يكون هذا صحيحًا بالنسبة للإنسان الطبيعي، ولكن الله هو الذي وضع في قلب نحميا أن يقوم بهذا العمل، وهو الذي يعطيه القوة للقيام به.

إن استشارة البشر لا تستطيع أن تُضيف شيئًا إلى ما يقوم به الله، ولكنها يمكن أن تُضعف نحميا وتثبِّط همَّته. فلقد كان من المُحتمل أن يقول له الناس: ربما يكون من الأحكَم أن تترك الأمور على حالها، فمنظر الخراب سوف يُسبِّب لك الضيق، وسوف تُثير المشاكل لشعب الله، وسوف تحرِّك الاضطهاد ضدهم من الأعداء بمحاولتك بناء السور. من أجل ذلك قام نحميا بجولته ليلاً وفي السِّر، لكي يتعرَّف بنفسه على مدى خراب أورشليم، ولم يُعرِّف الولاة ولا باقي الشعب إلى أين ذهب ولا ما سوف يعمل (ع11-16).

وبعد أن انتهى من مُعاينة الخراب بنفسه، أتى الوقت لكي يتكلَّم إلى الشيوخ، فأخبرهم عن الشـر الحادث في الشعب وعن خراب أورشليم وعن الأسوار المحروقة بالنار، وحثَّهم على القيام ببناء السور ومَحو العار (ع17). ولقد أخبرهم نحميا أيضًا بيد الله الصالحة عليه (ع18). فيد الله في القضاء استخدمت نبوخذنصـر لكي يهدم الأسوار ويحرق الأبواب، ولكن يد الله الصالحة كانت على نحميا لكي يبني السور ويُقيم الأبواب. وبعد أن سمع الولاة عن يد الله الصالحة قالوا: «لِنَقُمْ وَلْنَبْنِ. وَشَدَّدُوا أيَادِيَهُمْ لِلخَيْرِ» (ع18)، لا شيء يُشدِّد أيادينا لعمل الخير إلا معرفة أن يد الله هي التي توجه العمل وتقوده. لقد وضع الله في قلب رجل واحد أن يقوم بالعمل، والآن يُشدِّد الله أيدي الشعب لكي ينهَضوا بالعمل.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net