الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 14 أغسطس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما بَالكُم خائفين؟!
«ثمَّ قَامَ وَانتهَرَ الرِّيَاحَ وَالبَحْرَ، فَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ» ( متى 8: 26 )
أول عبارة تحدَّثت إلى قلبي في هذه القصة هي «وَإِذَا اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ قَد حَدَثَ فِي البَحْرِ حَتَّى غَطَّتِ الأَموَاجُ السَّفِينَةَ» ( مت 8: 24 ). لكن التلاميذ أبدًا لم يكونوا وحدهم، لقد كان الرب يسوع معهم في السفينة المُعذَّبة. ما أجمل هذا الفكر! إن الرب يسوع معنا عندما تُعذِّب وتهاجم الأمواج العاتية سفينة حياتنا، لذلك فهو يفهم ويُقدِّر ظروفنا جيدًا. إنه معنا في سفينتنا ويُدرك أنه ليس بالأمر التافه ما يُصيبنا عندما يُمتَحن إيماننا بالتجارب المتنوعة. إنه يعلم كل شيء، وهذا ما يرفعنا ويُشجعنا.

وأما العبارة الثانية فهي: بحسب متى «وَكَانَ هُوَ نَائِمًا» ( مت 8: 24 )، وبحسب مرقس «وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِمًا» ( مر 4: 38 )، وبحسب لوقا «وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ نَامَ» ( لو 8: 23 ).

إن وقْع هذه الكلمات الهادئة المُطمئنة قد أراحت وهدَّأت نفسـي إلى حدٍ بعيد لا أستطيع وصفه.

قد تُغطي الأمواج السفينة، وقد تغطي المخاوف القلب كأمواجٍ عاتية تضرب السفينة ضربًا، ولكن إذا كان هو داخل السفينة، وكان هو هادئًا نائمًا، فماذا يُخيفني إذًا؟

«مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ؟» ( مت 8: 26 ) ... «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هَكَذَا؟» ( مر 4: 40 ) .. «أينَ إِيمَانُكُمْ؟» ( لو 8: 25 ). إذا كان هو لا يجد سببًا للخوف، فلماذا نخاف نحن؟

قد يكون هناك اليوم شخصٌ خائفٌ من أمرٍ ما، ويصرخ إلى الرب: ”يَا سَيِّد ... أَمَا يَهُمُّكَ؟“. نعم يهمه «فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَقَالَ لِلبَحرِ: ﭐسكُتْ. اِبْكَم» ( مر 4: 39 ).

أحيانًا تكون تجاربنا هي اختبارات خاصة كالمرض، أو تجارب متنوعة كالإحباط، أو ظروف فوق العادية، وهذه تبقى سرًا بين الآب وابنه، وأحيانًا تكون ظروف الحياة العادية التي نستشعرها بصورة كبيرة بسبب تجارب قديمة قد خُضناها وتركَتنا في إعياءٍ شديدٍ. إن هذه القصة المذكورة في الأناجيل تساعدنا لنفهم أن كل تجربةٍ من الرب هي ”هدية ثقة“ منه لنا. إن الرب يثق أننا - أمام نعمته – نحتمل بالنعمة هذه التجربة ولا نفشل. أيضًا هي تساعدنا أن نعرف أن التجربة لا تظل إلى الأبد ”لا ... لستُ أذكر تجربةً لم تنتهِ“. إنها أمرٌ عابرٌ. واسمع الآن كلمات الآب المُعزية لك يا مَن اُفتُديت بالدم الكريم: «أَنَا الرَّبُّ حَارِسُهَا. أَسْقِيهَا كُلَّ لَحْظَةٍ. لِئَلاَّ يُوقَعَ بِهَا. أَحْرُسُهَا لَيْلاً وَنَهَارًا» ( إش 27: 3 ).

إيمي كارمايكل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net