الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 17 أغسطس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عني وعنكَ
«السَّمَكَةُ ... مَتى فَتحْتَ فَاهَا تجِد إِسْتارًا، فَخُذهُ وَأَعْطِهِمْ عَني وَعَنكَ» ( متى 17: 27 )
أراد الرب أن يُعبِّر للتلاميذ عن ارتباطهم به في مركزهم الجديد الذي لهم، على أساس الإيمان به كابن الله. وتجلَّى هذا فيما قاله لبطرس عن جباية الدِّرهَمَين.

وضريبة الدِّرهَمَين هي ضريبة يدفعها كل يهودي بالغ. ويرجع ترتيبها إلى أيام عزرا حين قدَّم الشعب الراجع من السبي تبرعات لإقامة بيت الرب في مكانه. فهي ضريبة تطوعية لخدمة الهيكل. وكان سؤال الذين يجمعون الدِّرهَمين لبطرس استكشافًا عمَّا إذا كان مُعلِّمه يهوديًا حقيقيًا مُتحمسًا للأوضاع التي كانت سائدة وقتئذٍ، والتي كانت قريبة من الاضمحلال. وقد أجاب بطرس بلا تردُّد وبالحماسة المعهودة فيه - وإن كان عن جهل - قائلاً: «بَلَى». وهنا كشف الرب عن علمه الإلهي، إذ سبق بطرس، وتحدَّث معه عن الموضوع، ولكي يوضح له المركز الجديد، الذي هو من نصيب بطرس والذين معه، يقول الرب لبطرس: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمعَانُ؟ مِمَّن يَأخُذُ مُلُوكُ الأرضِ الجِبَايَةَ أوِ الجِزْيَةَ، أ مِنْ بَنِيهِم (أولادهم) أم مِنَ الأجَانِبِ (عامة الشعب)؟». فأجاب بطرس قائلاً: «مِنَ الأَجَانِبِ». فقالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذًا الْبَنُونَ أَحرَارٌ». ونحن هم البَنون، أنت وأنا بنو الملك العظيم - ملك الهيكل - ومن ثم فنحن أحرار «وَلَكِنْ لِئَلا نُعْثِرَهُمُ»؛ وهنا يضع الرب بطرس كواحد من بني الملك العظيم مثله - له المجد - وفي مركز الحُرّ، لكن كالذي لا يريد أن يُعثر أحدًا. ثم يكشف، لا عن علمه الإلهي فقط، بل عن قدرته وسلطانه على الخليقة أيضًا قائلاً له: «اذهَبْ إِلَى البَحْرِ وَألْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلعُ أَوَّلاً خُذهَا، وَمَتَى فَتَحتَ فَاهَا تَجِد إِسْتَارًا (أربعة دراهم)، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ». وما أعجب هذه القدرة على الخليقة، إذ يأمر السمكة أن تأتي بقطعة النقود المطلوبة، ثم أيضًا يضع بطرس في مركز البنوية بالعبارة الرائعة التي تُحدِّثنا عن نعمة فائقة «أَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ»!

فهل تُردِّد قلوبنا أصداء هذه الكلمات؟ إنها كلمات تهز قلوبنا من أعماقها. إن كان المسيح الرب يقول: «عَنِّي وَعَنْكَ» في آذاننا نحن البشر، فكم من التقدير والشعور بالفضل يملأ قلوبنا إحساسًا بمعنى هذه الكلمات؟ إنه يقولها مُعطيًا إيَّانا مَقامًا مرموقًا كان لنا في مقاصد الله، حسب مسرَّة قلبه. ويا لعظمة ابن الله حين يقول لشخص مثلي أنا: «عَنِّي وَعَنْكَ»! إنني أعلم أنها ثمرة من ثمرات الفداء الذي أكمله والذي أعطانا مركزًا، فيه يرى من تعب نفسه ويشبع، مركزًا مباركًا حسب مقاصد قلبه ووفق مشورات الله أبينا.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net