الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 22 أغسطس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الهروب المجيد
«اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ ... اهْرُبْ إِلَى الجَبَلِ لِئَلاَّ تهْلِكَ»(تكوين ١٩: ١7)
ميَّز الله الإنسان بالعقل الذي به يُدبر أمور حياته. ومن بين استخدامات العقل، كيفية الهروب من الخطر. ومن فوائد غريزة الخوف، استشعار الخطر والهروب منه. ومَن يفعل عكس ذلك فهو أحمَق وغبي (أم٢٢: ٣؛ ٢٧: ١٢). لكن ما يملأ القلب بالأسى الشديد أن أرهب خطر يتهدَّد حياة الانسان، لم يَعره الأكثرون اهتمامًا، وهو خطر المضـي إلى الأبدية بدون المسيح. فما أرهب أن يمضـي الإنسان إلى الأبدية بِحمل خطاياه الرهيب! وإن كان الهروب من أي خطر أرضي قد يُكلِّف الإنسان جهدًا نفسيًا وجسديًا، وقد يكون ماديًا، لكن مِن رحمة الله الغنية أن الهروب من رُعب الأبدية، كأُجرة للخطية، لا يُكلِّف الإنسان أي شيء سوى الإيمان القلبي بأن الرب يسوع قد دفع عنه هذه الأجرة الرهيبة، وهو مُعلَّق على الصليب نيابةً عنه. لذلك فإن المَخرَج الوحيد للهروب من الغضب الآتي ودينونة الخطية هو الهروب إلى المسيح الذي قال: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ المُتعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (مت١١: ٢٨).

قديمًا جاء الملاكان إلى لوط قبل أن تُحرَق سدوم، وقالا له: «اهرُبْ لِحَيَاتِكَ» ( تك 19: 17 )، وأرشداه إلى المكان الذي يهرب إليه وهو الجبل. لقد كان هذا من شفَقة الرب عليه (ع16). وما زال الرب يسوع ينادي كل إنسان ما زال في خطاياه بالقول: «اهرُبْ لِحَيَاتِكَ»، ولكن ليس إلى الجبل، أو إلى صوغر التي هرب إليها لوط، ولكن إلى الرب يسوع نفسه، الذي هو مدينة الملجأ التي كانت في مشورات الأزل، لكي يهرب إليها كل خاطئ أثيم، ليحظى بالنجاة، ليس من حريق وقتي، بل من حريق أبدي رهيب. ولا ليحظى بالنجاة فقط، بل أيضًا ليحصُل على «الخَلاَصِ الَّذِي فِي المَسِيحِ ..، مَعَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ» (٢تي٢: ١٠). فيا له من هروب مجيد به يتمجَّد الله وأيضًا يَخلُص الإنسان!

عزيزي القارئ: إن الأبدية بدون المسيح أمر رهيب يَقصُر البيان عن وصفه، وكيف لا، ومكان عذاب الأشرار هو ذات المكان الذي سوف يُعذَّب فيه الشيطان! ولكن ما هو أرهب، أنه لا خروج من جهنم إلى أبد الآبدين. فيا للهول! فإذا كنت بعد في خطاياك، فمن شفَقة الرب عليك، أرسلَ إليك هذه الكلمات، لكي يفتح أمامك باب النجاة من كل هذا. فلا تتوانَ في الهروب إلى الرب يسوع الآن. نعم الآن، قبل فوات الأوان!

حكيم حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net