الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 28 أغسطس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يجرح ويعصب
«يَجْرَحُ وَيَعصِبُ. يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تشفِيَانِ» ( أيوب 5: 18 )
عزيزي .. أستطيع أن أقول لكَ كما أقول لنفسي: ”ثبِّت نظرك في ذاك الذي ارتفع إلى السماء“ كما فعل استفانوس «فشخَصَ إلى السماء وهو مُمتلئ من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع ..» ( أع 7: 55 ).

أخي المتألم .. إن كنت بالحِمل تنوء في أرض التعب، فما عليك إلا أن تلتفت إلى فوق. لأن كل قوة وكل تعزية تأتي من مصدر أرقى وأرفَع من الأرض. وكلَّما تعوَّدَت عيناكَ الشُخوص إلى فوق، وَتَتَلْمَذَت بصيرتك على هذا النهج، كلَّما ازدادَت عزيمتك وتشدَّد قلبك «لاحتمال المشقات» هنا على الأرض، على قياس ذلك الشهيد الأول، وإن كان الفارق في المقارنة كبيرًا.

نحن هنا قد نرثي لكَ، ونتألم معكَ بشعور صادق، لكننا نفرح جدًا عندما نراك قد حصلت على تعزية قوية وعميقة – أكثر ممَّا تجده من إنسان حولك – من ذلك الشخص الذي وحده يرفع ويُعين ويرثي. هنا قوة تلك العبارة القائلة: «لأنه يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، .. قد انفصل عن الخطاة وصارَ أعلى من السماوات» (ع7: 26). هو كُفء أن يرفعك إلى الأعالي فوق تجارب الحياة. قد تكون التجربة في انتقال عزيز، لكن الفرصة في ذات التجربة أنك ستجد نورًا في حدقة الظلام، وستجد «رجل الأحزان» في رفقتك.

قد تدفـن رأسك في وسط أحزانك، ومن فوقك يُخيِّم سواد الغيمة، لكن هي الفرصة لقلبك أن يجد في يسوع ينبوع حنان ورثاء لم تختبره من قبل. وثق أنه لا يوجد مَن يستطيع الاقتراب من قلبك وعواطفك غيره. هو «قادر» على أن يقتحم أسوار الحزن، ويفتح فيها ثغرات الأمل والرجاء والعزاء.

والإنسان مهما قدَّم لا يستطيع أن يُعوِّض أو يُعزي، فليس دائمًا يَكثُر الطعام حيث يَكثُر الكلام، لكن الشبع دائمًا يكون حيث يكون الطعام المُشبع، ونحن نعلم تمامًا أن عند الرب الشبع الحقيقي، والتعزية من مصدرها – إله كل تعزية.

أيها الحبيب حيث يكون الرب هو كفايتك، فهناك تعزيتك وفرحك. إذا ملأ هو كأسك فاض الفرح في نفسك.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net