الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 3 أغسطس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نُصرة النعمة
«اللهُ ... ظَهَرَ لِي فِي لُوزَ ... وَأَنـا ... مَاتتْ عِندِي رَاحِيلُ ... فِي ... أَفْرَاتةَ» ( تكوين 48: 3 ، 7)
نلاحظ أنه ليس لدينا الكثير من تفصيلات أيام إبراهيم الأخيرة، ولا أيام إسحاق الأخيرة، بعكس ما نجد بالنسبة ليعقوب. والسبب لأن في حياة يعقوب تظهر نُصرة النعمة بصورة لافتة. إن تدريب الله مع ذلك الشيخ العزيز أثمَرَ في النهاية أثمارًا مباركة. وفي تكوين 48 يراجع يعقوب مجرَى حياته، مرحلة تلو مرحلة، فجاءت ذكريات عزيزة إلى ذاكرته. لُوز التي تُدعى بيت إيل، حيث أظهرَ الله ذاته له ( تك 48: 3 تك 48: 7 -19)، وأَفرَاتَة حيث ماتت راحيل (تك48: 7؛ 35: 19). هذا معناه أنه استعرَض معاملات الرب الرحيمة معه، كما استعرض الأحزان التي صادفَتهُ، فوجد أن هذه كلها إنَّما تُظهر رحمة الله ومحبَّته غير المُتغيِّرة التي قادَتهُ وحملتهُ، وكانت مصدر تعزية لَهُ. وهذا ما سيحدث معنا عندما نصل إلى خاتمة حياة كانت تحت إشراف الرب.

ثم تأتي بعد ذلك بركة يعقوب لابني يوسف (ع13-20). وعن هذا نقرأ «بِالإِيمَانِ يَعقُوبُ عِندَ مَوتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ» ( عب 11: 21 ). وعندما أعطى الأصغر بركة الأكبر، لا بد أنَّ ذهنه رجع إلى ما ذُكر في أصحاح27. إنه الآن أعمى، كما كان إسحاق وقتئذٍ، إلا أن يعقوب كان يعرف فكر الله. وقد قيل إن يعقوب لم يسلك مستقيمًا إلا بعد أن صار أعرجَ، ولم يرَ بوضوح إلا بعد أن صار أعمى.

قال يعقوب ليوسف: «لَمْ أَكُنْ أظُنُّ أَنِّي أَرَى وَجْهَكَ، وَهُوَذَا اللهُ قَد أَرَانِي نَسْلَكَ أَيْضًا» (ع11). وهناك رَجُلان من رجال الإيمان يمكن أن نذكرهما جنبًا إلى جنب؛ في سليمان نجد الله الذي يعطي فوق كل شيء، أكثر جدًا مما نطلب، فهو طلب الحكمة فأعطاه الله أيضًا الغنى والكرامة ( 1مل 3: 5 -13)، وهنا في يعقوب نجد الله الذي يعطي أكثر جدًا مما نفتكر (قارن أفسس3: 20).

«اللهُ الَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي إِلَى هَذَا اليَومِ» (ع15)، وقد عرف بالاختبار العملي الشاق متاعب الراعي ( يو 10: 11 -40)، والآن اتَّخذ مكان الخروف، وقدَّر عناية راعيه الدقيقة له. كثيرون منَّا منذ أيام الصِغَر، وهم أطفال، سمعوا عن الراعي الصالح؛ الربّ يسوع نفسه (يو10: 11، 14). ماذا يعمل لقطيعه؟ لقد بذلَ حياته مرَّة عنهم، والآن هو يُربضهم في المراعي الخُضـر، ويوردهم إلى مياه الراحة، ويعتني بهم كما اعتنى الله بيعقوب طوال حياته. فهل تعرف مَن هو الراعي؟ هل تقدر أن تقول مثل يعقوب هنا، ومثل داود في مزمور23: 1 «اَلرَّبُّ رَاعِيَّ»؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net