الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 5 أغسطس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وضع الأيادي
«فَإِنَّ المَسِيحَ أَيضًا تأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الخطَايَا، البَارُّ مِن أَجْلِ الأَثمَةِ» ( 1بطرس 3: 18 )
وضع اليد على رأس الذبيحة كان إشارة إلى نيابة الذبيحة عن الشخص وتمثيله فيها، وكأن الشخص بوضعه يده على رأس الذبيحة صار هو والذبيحة واحدًا. ومع أن الأيدي كانت توضَع على المُحرَقَة وذبيحة الخطية على السواء، إلا أنه في الحالة الأولى كان مُقدِّم الذبيحة يضع نفسه موضع ذبيحة بلا عيب. أمَّا في الحالة الثانية فكان وضع اليد ينقل الخطية من على مُقدِّم الذبيحة إلى رأس الذبيحة، هذا ما جرَى في الرمز. فمتى وضع الساجد يده على رأس المُحرَقَة لم تَعُد القضية معه، بل مع ذبيحة المُحرَقَة. لأن الله لا يعود ينظر إلى المؤمـن أو إلى استحقاقه، بل إلى الذبيحة ولياقتها في نظر الله. فإن كانت الذبيحة بلا عيب أصبح الساجد كذلك. وإذا قُبِلَت الذبيحة قُبِلَ مُقدِّمها. لأن الله ينظر إلى القربان وفيه ينظر إلى المؤمـن. لأنه يعتبر القربان ومُقدِّمه أنهما واحد. ومُجرَّد وضع الساجد يَده على الذبيحة يجعله واحدًا معها في نظر الله. لأنه تعالى ينظر إلى الساجد في الذبيحة، وهذا من جهة ذبيحة المُحرَقَة.

أما ذبيحة الخطية فمتى وضع الشخص يَده على رأسها تحوَّل نظر الله إلى ما كان عليه مُقدِّم الذبيحة وما يستحقه، فهو - له المجد - ينظر إلى الذبيحة ويتعامل معها طبقًا لِما يستحقه مُقدِّمها، لأنه متى وضع المؤمن يَده عليها أصبحت واحدًا معه، والقضاء الذي كان على المؤمن يصبح على الذبيحة، فيَدين الله خطية المؤمن في الذبيحة. ففي المُحرَقَة مُقدِّم الذبيحة مقبول فيها، أما في ذبيحة الخطية فخطية المؤمن موضوعة على الذبيحة. وشتان بين الأمرين. ومع أن وضع اليد كان لازمًا في الحالتين وفي كل مرة كان المؤمن يصبح واحدًا مع الذبيحة، إلا أن النتائج لم تكن واحدة: ففي مرة كان يُؤخَذ البار عوضًا عن الأثيم، وفي المرة الأخرى كان يُقبَل الأثيم في البار «فَإِنَّ المَسِيحَ أَيضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِن أَجلِ الخَطَايَا، البَارُّ مِن أَجلِ الأَثَمَةِ، لِكَي يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلَكِن مُحْيىً فِي الرُّوحِ» ( 1بط 3: 18 ). هذا هو تعليم وضع الأيادي. فخطايانا هي التي أتَت بالمسيح إلى الصليب، والمسيح هو الذي أتي بنا إلى الله. وإذ يُقرِّبنا المسيح إلى الله فإنما يُقرِّبنا إليه تعالى في قبوله هو كمَن أُقيم من الأموات لمجد الله بعدما رفع خطايانا ومحَاها بحسب كمال عمله. وقد أبعَدَ عنا معاصينا عن مقادس الله لكي يُقرِّبنا نحن من الأقداس السماوية في يقين كامل، مُطَهَّرة ضمائرنا بدمهِ الكريم من كل أثر للخطية.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net