الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 6 أغسطس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المحبة الأخويَّة
«وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِالمَحَبَّةِ الأَخوِيَّةِ» ( رومية 12: 10 )
”الْمَحَبَّة الأَخَوِيَّة“ هي الشعور المسيحي الدافئ الذي يظهر بطريقة عملية في المواقف المختلفة، وهي ليست المُجاملات العالمية بل هي نتاج الطبيعة الإلهية في داخلنا. أمَّا عن أشكال الْمَحَبَّة الأَخَوِيَّة، فنقول:

(1) الوجود الفعلي مع إخوتنا في آلامهم: ما أروع ما فعله التلاميذ مع الرسول بولس، عندما قام اليهود برجمه في لسترة، وجرُّوه خارج المدينة وتركوه هناك، ظانين أنه مات! يا للوحشية! «وَلَكِن إِذ أَحَاطَ بِهِ التَّلاَمِيذُ قَامَ وَدَخَلَ المَدِينةَ» ( أع 14: 20 ). نعم ... إن الْمَحَبَّة الأخَوِيَّة تَعني وجودي الفعلي بجوار إخوتي في آلامهم، كما قال الرب: «كُنْتُ مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي» ( مت 25: 35 ).

(2) المشاركة العملية لإخوتنا فى أحتياجاتهم: «وَأَمَّا مَن كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ العَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحتَاجًا، وَأغلَقَ أَحشَاءَهُ عَنهُ، فَكَيفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟» ( 1يو 3: 17 ). لقد شاركَت كنيسة مكدونية الرسول بولس فى احتياجاته، ولا سيما وهو سجين، وأرسلوا إليه أبفرودتس، الذي واجَه في سفره الكثير من المخاطر، بل «قَارَبَ المَوْتَ، مُخَاطِرًا بِنَفْسِهِ» ( في 2: 30 ). ليت الروح القدس يملأ قلوبنا بمشاعر المحبة الحقيقية، وأفعال الموَّدَة الأخوية تجاه إخوتنا في احتياجاتهم المتنوعة.

(3) التشجيع والتعضيد النفسـى لإخوتنا: في سفر الأعمال يظهر شخص رائع اسمه ”برنابا“ ومعنى اسمه ”ابن الوعظ“، إلا أننا لا نقرأ له عظات رنانة، بل نشاهده في مواقف نبيلة عملية في تشجيع إخوته. لقد أخذ ”شاول الطرسوسي“ بعد اهتدائه ليُقدمه للتلاميذ ويُزكيه لهم، إذ كان الجميع خائفين منه، وكان هذا سبب تشجيع كبير لبولس جعله يُجاهـر بالمسيح ( أع 9: 26 -28). وفي أعمال 11: 25 نقرأ أنه خرج ليطلب شاول ليأتي به إلى أنطاكية، ليخدم الرب هناك. ما أحوج البسطاء بيننا، والصغار إلى التشجيع، وإلى دفعهم إلى الأمام «شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ» ( 1تس 5: 14 ). إنها أروَع تعبير عن الموَّدَة الأخوية.

(4) فتح قلوبنا وبيوتنا لإخوتنا، ولا سيما المُتغربين والمتألمين: ( أع 18: 26 ). «لِتَثْبُتِ المَحَبَّةُ الأخَوِيَّةُ. لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الغُرَبَاءِ» ( عب 13: 1 ، 2). هذا ما فعله ”أكيلا وبريسكلا“ مع الشيخ بولس، ومع الشاب أبولس. وهناك الكثيرون من الأتقياء الذين فتحوا بيوتهم: مثل مرثا التي أضافت الرب نفسه، ومثل أنيسيفورس، وغايس، واستفاناس الذين رتبوا أنفسهم لخدمة القديسين.

إيليا كيرلس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net