الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 14 سبتمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأمين الذي لا يتخلَّى
«كَانَ يَنبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخوَتهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَي يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنةٍ أَمِينـًا فِي مَا لِلَّهِ» ( عبرانيين 2: 17 )
الرب الأمين يقف دائمًا بجوار أتقيائه، في أصعب الظروف، ولا يتخلَّى عنهم أبدًا، حتى لو ظهر فيهم التغيُّر، وبدرَ منهم الضعف والارتباك. والرسول بولس – طوال حياته - اختبر أمانة الرب معه. وهنا ألتقط ثلاثة مشاهد تُرينا كم سنَدَ الرب عبده وأعانه:

المشهد الأول:

في أعمال 23: 1-11 كان الرسول بولس يُحاكَـم أمام المجمع اليهودي المُكوَّن من فريسيين وصدوقيين، وأمرَ حَنَانِيَّا رئيس الكهنة، الواقفين عنده أن يَضـربوه على فَمِهِ «حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ بُولُسُ: سَيَضْرِبُكَ اللهُ أَيُّهَا الحَائِطُ المُبَيَّضُ!». ثم أدرَك أنه رئيس الكهنة، فتراجع عمَّا قاله قائلاً: «لَمْ أَكُن أَعرِفُ أَيُّهَا الإِخوَةُ أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ». ثم صرخ في المجمع: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخوَةُ أَنَا فَرِّيسِـيٌّ ابنُ فَرِّيسِـيٍّ. عَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ». وكانت النتيجة أنه حدثت مُنازعة بين الفريسيين والصدوقيين، وانشقت الجماعة.

وأتصوَّر الرسول بولس وقد عاد إلى مَحبسه في هذه الليلة، مُنزعج الذهن ومُثقل الضمير، ولكن «فِي اللَّيلَةِ التَّالِيَةِ وَقَفَ بِهِ الرَّبُّ وَقَالَ: ثِق يَا بُولُسُ! لأَنَّكَ كَمَا شَهِدتَ بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ هَكَذَا يَنبَغِي أَن تَشهَدَ فِي رُومِيَةَ أَيضًا».

المشهد الثاني:

في أعمال 27: 14-26 كان الرسول بولس أسيرًا في رحلته إلى روما، في سفينة مُحمَّلة بالأسرى، واشتد عليهم نَوْءٌ ليس بقليل، انتُزع أخيرًا كل رجاء في نجاتهم، حينئذٍ وقف بولس في الوسَط وقال: «أَيُّهَا الرِّجَالُ ... الآنَ أُنْذِرُكُمْ أَن تُسَرُّوا، لأَنَّهُ لاَ تَكُونُ خَسَارَةُ نَفسٍ وَاحِدَةٍ مِنكُمْ، إِلاَّ السَّفِينَةَ. لأَنَّهُ وَقَفَ بِي هَذِهِ اللَّيلَةَ مَلاَكُ الإِلَهِ الَّذِي أَنَا لَهُ وَالَّذِي أَعْبُدُهُ، قَائِلاً: لاَ تَخَف يَا بُولُسُ. يَنبَغِي لَكَ أَن تَقِفَ أَمَامَ قَيصَرَ. وَهُوَذَا قَد وَهَبَكَ اللهُ جَمِيعَ المُسَافِرِينَ مَعَكَ».

المشهد الثالث:

في 2تيموثاوس 4: 16-18 في آخر كلماته المُسجَّلة في الوحي يقول: «فِي احتِجَاجِي الأَوَّلِ لَم يَحضُـرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيهِمْ. وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَي تُتَمَّ بِي الكِرَازَةُ، وَيَسمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ، فَأُنْقِذتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ. وَسَيُنقِذُنِي الرَّبُّ مِن كُلِّ عَمَلٍ رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ السَّمَاوِيِّ» هذا هو إلهنا الأمين الذي لا يتخلَّى عنا ولا يتغيَّر «الَّذِي لَهُ المَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ»

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net