الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 18 سبتمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القديسون في السماء
«رَجَعْتمْ ... لِتعْبُدُوا اللهَ ... وَتنتظِرُوا ابْنهُ مِنَ السَّمَاءِ» ( 1تسالونيكي 1: 9 ، 10)
ينتظر المؤمنون في كل مكان مجيء المسيح بحسب وعده الصادق: «أنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُم مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ». وبمجرَّد مجيء الرب، وتغيِّير أجسادنا، فإنَّنا في اللحظة التَّالية سنكون قد وصلنا إلى السماء. لقد صرنا بالنعمة أهلاً للسماء، نحن الذين ما كنَّا نَصلُح للأرض، بل فقط وقودًا لجهنم. ومن كلمة الله نتعلَّم أنَّنا تأهَّلنا للسماء شرعيًّا بدم المسيح، وأدبيًّا بالولادة من الله، وفِعليًّا سنتأهل بتغيير الأجساد. الأولى حدثت من ألفي عام، والثانية حدثت لحظة التغيير، عندما تعرَّفنا على فادينا بالإيمان؛ والثالثة تنتظر مجيء المسيح في المستقبل القريب، ونراه بالعيان.

وعندما نصل إلى السماء سيكون معنا أيضًا «الأَموَاتُ فِي المَسِيحِ» ( 1تس 4: 16 )، وهم كل المؤمنين الحقيقيِّين بدءًا من هابيل، ولآخر شخص يرقد بيسوع قبل الاختطاف. بكلمات أخرى: هم جميع الراقدين الذين لهم نصيب في ”القيامة الأولى“ ( رؤ 20: 6 ).

ثم يدخل بنا المسيح إلى بيت الآب، ويتمّ قوله: «هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمِ اللهُ» ( عب 2: 13 )؛ وأيضًا: «أَحَبَّ المَسِيحُ ... الكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفسَهُ لأَجلِهَا، لِكَي يُقَدِّسَهَا ... لِكَي يُحْضِرَهَا لِنَفسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَو شَيءٌ مِنْ مِثلِ ذَلِكَ، بَل تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيبٍ» ( أف 5: 25 -27). ويقينًا أنَّه لو لم يكن قد تمَّ تغيِّير أجسادنا، لَما استطعنا أنْ نحتمل ثقل المجد الذي لنا في السماء.

وعند دخولنا إلى السماء، سيتم الترحيب بنا، كقول المسيح عن العبيد الأُمناء والمُنتَظِرين مجيء سيِّدهم: «طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ. اَلحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخدِمُهُمْ» ( لو 12: 37 ).

وبعد الترحيب بنا سيتم وقوفنا أمام كرسي المسيح، حيث تُستعرَض أمام كل واحد منَّا رحلة البريَّة المليئة بالنعمة. ولكن بالإضافة إلى ذلك ستكون هذه الوقفة فرصة لنسمع كلمات المديح من سيِّدنا، ونيل المكافآت على خدماتنا وأمانتنا له، كقول الوحي: «لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرسِيِّ المَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَم شَرًّا» ( 2كو 5: 10 )، «لأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنسَى عَمَلَكُم وَتَعَبَ المَحَبَّةِ الَّتِي أَظهَرتُموهَا نَحوَ اسمِهِ، إِذ قَدْ خَدَمْتُمُ القِدِّيسِينَ وَتَخدِمُونَهُم» ( عب 6: 10 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net