الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 21 سبتمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإنسان الطبيعي
«الإِنسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ» ( 1كورنثوس 2: 14 )
”الإِنسَانُ الطَّبِيعِيّ“ ببساطة هو الإنسان في حالته الطبيعية، أي الإنسان غير المولود من الله، بغض النظر عن لونه وجنسه، دينه وعرقه، صفاته وثقافته، لأن «اَلمَوْلُودُ مِنَ الجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ» ( يو 3: 6 )، ولا يمكن لدين ما أو فلسفة، لعقيدة ما أو منطق، لعلم ما أو ثقافة، أن تأتي بهذا الإنسان غير المُجدَّد إلى علاقة صحيحة وشركة حقيقية مع الله.

قد يكون لهذا الإنسان ذكاء فائق وإمكانات عقلية جبارة، إلا أن ”ربنا عرفوه بالعقل“ مَقولة تحتاج لمراجعة. فهناك عدد غير قليل من علماء ومُفكرين، هم، ليس فقط لا يعرفون الله، بل يُنكرون وجوده أيضًا. فالإنسان الطبيعي لا يريد أن يُبقي الله في معرفته.

الأعجب أن يكون للإنسان الطبيعي من المبادئ ما هو ممدوح إنسانيًا، ومن الأخلاقيات ما هو مُميَّز مجتمعيًا، بل ومن العقائد ما هو صحيح كتابيًا. هكذا كان نيقوديموس، والرب أجابه: «الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِن كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِن فَوقُ لاَ يَقدِرُ أَن يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ ... إِن كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ المَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقدِرُ أَنْ يَدخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ» ( يو 3: 5 ). إذن الإنسان الطبيعي لا يستطيع أن يعرف الله.

ملخص القول: الإنسان الطبيعي لا يريد أن يعرف الله لو استطاع، ولا يستطيع لو أراد.

ولا بديل لعمل الروح القدس ليُولد الإنسان ثانيةً، فيحصل على طبيعة جديدة. وهذه الطبيعة الجديدة لا تُلاشي أو تُغير أو تُحسِّن من الطبيعة القديمة، بل هاتان الطبيعتان تُقاوم إحداهما الأخرى، إلى أن يأتي الرب إلينا أو ننطلق نحن إليه.

ومن هو الإِنسَانُ الرُّوحِيُّ؟ الشخص الروحي ليس هو مُجرَّد الإنسان المولود من الله، لذا يُمكننا القول: إن كل شخص روحي هو مولود من الله، ولكن ليس كل شخص مولود من الله هو إنسان روحي، فالإنسان الروحي هو شخص يفهم أمور الله مستوعبًا الحق الذي لا يُمكن استيعابه بالحكمة الإنسانية، بل من خلال الروح القدس الذي يفحص كل شيء حتى أعماق الله، يعرف الأشياء الموهوبة له من الله، ويستطيع أن يُميِّز بين الحق والضلال، دون أن تؤدي به هذه المعرفة وهذا التمييز إلى العجرفة الروحية، بل تقوده إلى الوداعة والاتضاع، اللذين من خلالهما يستطيع كشخص روحي أن يُصلح مَن انسبَق وأُخذ في زلَّـة.

أسامة عاطف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net