الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 27 سبتمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يهوذا الإسخريُوطي
«أَ لَيْسَ أَني أَنـا اخترْتكُمْ، الاِثنيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنكُمْ شَيْطَانٌ!» ( يوحنا 6: 70 )
كان الرب يعرف يهوذا من البداية ( يو 6: 70 ، 71؛ مز41: 9؛ يو13: 8)، وبالرغم من هذا، فإن الرب في السابق كلَّفه بالرسالة وأرسلَهُ مثل باقي التلاميذ، والذين قبلوه وقبلوهم، قبلوا سَيِّده، وقبلوا الله نفسه الذي أرسله. وعدم جدارة الخادم شخصيًا لم تلغِ هذا المبدأ العظيم.

إلا أن سقوط يهوذا الشنيع كان سبب حزن حـقـيقي لقلب الرب، لم يُخففه عِلمه السابق الذي أتاح له أن يرى النهاية من البداية. وتصـريح الرب المؤكد «الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ وَاحِدًا مِنكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!» ( يو 13: 21 )؛ هذا التصريح أحدَث اضطرابًا في فكر التلاميذ. وفي الحقيقة أنه لم يكن يدور في فكرهم شك تجاه يهوذا «فَكَانَ التلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعضُهُمْ إِلَى بَعضٍ وَهُم مُحتَارُونَ فِي مَن قَالَ عَنهُ» (ع22). ففي نظرهم كان يبدو مُخلِصًا لدرجة أن الصندوق كان في عُهدته. ولكن اتقانه الخداع والتعمية من الشيطان كان قد بلغ الكمال «لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكلَهُمْ إِلَى شِبهِ رُسُلِ المَسِيحِ» ( 2كو 11: 13 -15).

ولكن مَن هو هذا الذي أشار إليه المسيح هنا؟ ذلك كان السؤال المُلِّح، وكان هناك تلميذ واحد مؤهَّل أن يسأله؛ ذاك الذي «كَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضنِ يَسُوعَ» (ع23). وقد شعر بطرس بهذا «فَأَوْمَأَ إِلَيهِ ... أن يَسْأَلَ مَن عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنهُ» (ع24). وكانت الإجابة في أسلوب رمزي. كانت علامة تكريم للضيف أن يتلقى لقمة مغموسة في الطبق من مُضيفه. ولكن التلميذ المُكرَّم ثبتَ أنه الخائن (ع26).

ونستطيع أن نُحدِّد ثلاث خطوات في سقوط يهوذا: أولاً: الطمع الجارف الذي قادَهُ إلى السرقة من صندوق التبرعات ( يو 12: 6 ). ثم جاء عمل الشيطان الذي ألقى في قلبه أن يعوِّض نفسه جزئيًا ( يو 13: 2 ) حيث إن الثلاث مائة دينار التي تُمثل ثمن الطيب، لم تصل يده إليها، وانتهى به الأمر إلى بيع سيده بـ 10% من هذا المبلغ. وأخيرًا «دَخَلَهُ الشَّيطَانُ» (ع27). لقد سيطَر عليه روح الشـر بذاته وبالتمام لكيلا تحدث أية هفوة في الترتيبات لموت الرب.

ولقد قَبِلَ الرب الموقف، وطلب منه أن يتحرَّك بسرعة «فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَا أَنتَ تَعْمَلُهُ فَاعمَلهُ بِأَكْثَرِ سُرعَةٍ» (ع27). ويظهر من هذا أنه حتى الشيطان لم يكن ليستطيع أن يتحرَّك في ذلك التخطيط بحرية بدون السماح الإلهي. وعندما صدر السماح، وتحت سيطرة الشيطان القاهرة، نهض يهوذا و«خَرَجَ لِلوَقتِ. وَكَانَ لَيلاً» (ع30).

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net