الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 26 سبتمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل سمعتَ بيسوع؟
«لَمَّا سَمِعَتْ بِيَسُوعَ، جَاءَتْ فِي الجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ، وَمَسَّتْ ثوْبَهُ» ( مرقس 5: 27 )
يبدو أن هذه المرأة نازفة الدم، وهي في حالتها المُحزنة، سمعت عن شخص يقدر أن يشفيها؛ «سَمِعَت بِيَسُوعَ»، سمعت أنه يستطيع أن يفعل ما لا يقدر أن يفعله البشر. ويا للذكاء المبارك الذي أصاب هذه المرأة المُكتئبة! وما أطيب الترحاب بهذه الأخبار! فهي قد شعرت بدائها، وأثبتت فشل كل وصفة بشرية للعلاج. لقد «أَنْفَقَت كُلَّ مَا عِندَهَا»، ومع ذلك «لَم تَنتَفِعْ شَيئًا»، لقد أصبحت أكثر سوء ممَّا قبل. ولكن كيف ستتعامل هي مع هذا الخبر؟ هل سَمِعَت ولكن لم تفعل؟ كلا، لقد جاءت إلى الرب يسوع. إن روح الله يقود النفس مباشرةً إلى يسوع، ويُعلن للنفـس المضروبة بالخطية أن يسوع فقط هو الذي يقدر أن يشفيها. لم يكن يايرس المُوقَّـر هو مَنْ تحتاجه، ولا حتى الرُسُل المُعيَّنين من الرب. لقد أدرَكت أنها تحتاج فقط إلى يسوع، لأنها عَلمت أنه يستطيع أن يشفيها، وهو فقط الذي يقدر. لقد أراها إيمانها إيَّاه وسط الجمع الغفير كينبوع مُتدفق من الماء الحي، وشعرت أنها إما أن تشرب منه أو تموت.

لقد قالت في نفسها: «إِن مَسَسْتُ وَلَو ثِيَابَهُ شُفِيتُ». لقد رأت في يسوع القوة التي تُدَّفق مجانًا لتتجاوب مع لمسة الإيمان، ولا بد أن تنال الشفاء. لقد كانت حاجتها ماسة وعاجلة ومُلحَّة. فلا زحام الجموع، ولا أي شيء آخر يمنع طريق وصولها خلال الجمع إلى أن مسَّت ثوبه، وحظَت بقوة الشفاء. كانت تعلم أن المسيح هو المُعطي، وقد جاءت إليه ببساطة كمحتاجة تتلقى العطاء. لقد لمسَت ثوبه، ويا لها من عيِّنة مباركة للإيمان! وها لمسة الإيمان، والآن نشهد النتيجة؛ لقد شعرت أنها برئت من الداء في الحال.

فتأكد يا قارئي العزيز أنه بمجرَّد أن تنظر نفسك المُتعبة المريضة بالخطية إلى الموت الكفاري للرب يسوع مؤمنًا بشهادة الله عن قيمة هذا الدم، ستشعر بالبرء من دائك، لأنك سترى يسوع وقد حَمَل خطاياك وأزاحها بعيدًا عنك إلى الأبد بموته على الصليب، ولن تعود تخشـى من غضب الله، بل ستنعَم بالسلام في محضره القُدسي، وستُصبح قادرًا على أن تغني:

أَفرَغتُ كُلَّ جَهدِي مُلْتَمِسًا طَبيبْ
فَمَا بَلَغتُ قَصدِي وَزَادَ بِي النَّحيبْ
ظَلَّ الرَّجَاءُ عِندِي وَاليَأْسُ كَالمَرِيبْ
حَتى أَزَالَ خوفي مُخَلِّصـي الحَبِيببْ

هـ. هـ. سنل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net