الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 3 سبتمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التواضع مريلة العبيد
«تسَرْبَلُوا بِالتوَاضُعِ» ( 1بطرس 5: 5 )
«تَسـَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ»: لفظ ”تَسـَرْبَلُوا“ في الأصول يفيد لبس ذات الثوب، بذات اللون، للجماعة كلها؛ أي زي رسمي. وما أروعه، زيًا رسميًا، تمنحه الحكومة الإلهية، لرعاياها؛ عائلة الله كلها؛ ِ”التَّوَاضُعِ“. ومنظر سيدهم بالمنشفة مُتزرًا، وعلى الأرض جالسًا، وللأرجل غاسلاً (يو13)، وإيَّاها مُنشفًا؛ نموذجهم في اتضاعهم.

كما يرتبط تعبير ”تَسـَرْبَلُوا“ بثوب مُلتصق بالجسم من الداخل، أساسًا لارتداء بقية الملابس. فالتواضع هو ثوب الإنسان الجديد الذي لا يُخلَع أبدًا. وهو الأساس لكل الكمالات الأُخرى، التي لا تُلبس إلا عليه؛ من وداعة ولطف وطول أناة ومُسامحة ( كو 3: 12 ، 13).

وجوهر التسـربُل بالتواضع، هو ذهن مُتضع، وقلب حرَّرَته النعمة من قيوده، فغمره الإحسان، وشمَلهُ الشعور بعدم الاستحقاق للحرية، ولا لمُجرَّد الوجود في وسط عائلة الله، فما عاد إلا مُنكسرًا.

التسـربُل بالتواضع هو ناموس البركة لعائلة الله، ولكل اجتماع، ولكل عائلة مسيحية. والمتواضع لا يغضب من أحد. والوديع لا يُغضب أحدًا. المتواضع يقبل تعدِّي الكل عليه بصفح. وهو في اتصال مباشر مستمر بالمتواضع الأعظم.

يقول البعض: إن التواضع هو مريلة العبيد الحافظة للملابس نظيفة. حقًا إنه الحافظ لكل الكمالات الإلهية الداخلية بجمالها ولمعانها وسماويتها. والحافظ لسلوكنا الخارجي دون عيبة، والفكر في حريته مع المسيح، دون انشغال بالبشر. ما أقل ما نعرفه عن التواضع! وما أكثر كبرياءنا حتى في أعماق اتضاعنا!

نعمة للمتواضعين: إن كل بركات الله تتوقف وتتجمَّع في أودية النفوس المُتضعة. والنفس المُتضعة قد حصلت على بركة خاصة، يوم تعلَّمت الاتضاع. ونعمة إضافية، لتحفظها مُتضعة. ونعمة أكثر لتحفظ النفس قناة نقل للبركة لغيرها. فهذه النفوس هي مجرى نعمة الله للبركة، لمَن حولها. فالنعمة لهم منه، جارية باستمرار ( أم 3: 34 ).

للمتألمين: وفي آلامنا، ليتنا نتمسَّك بالتواضع كقانون من قوانين حكومة الله. فهو عارف بالقسط اللازم من الألم. فلنستودع أنفسنا بهدوء واتضاع له، موقنين أنه الضابط لكل آلامنا، وبمحبة يصنع. ومهما ثقلت يده، فلنتضع تحتها أكثر. واتضاعنا وقت آلامنا، يفتح بصائرنا لنرى حكمة الإرادة الإلهية، ومَعيَّة الرب لنا في الأتون. وكل بركات الاتضاع المُتاحة لنا. والمُتضع تحت يد الله لا بد يُرفع ( لو 14: 11 ؛ في2: 6-8 ). فلنتضع تحت يد الله القوية.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net