في أعمال 3 نرى قوة الروح القدس تظهر في كلام الرسل وفي أعمالهم. فعندما سأل الأعرج، الذي كان يجلس عند باب الهيكل الذي يُقال له «الجَمِيلُ»، صدَقَة من بطرس ويوحنا، ما كان يتوقع العطية التي حصل عليها: ”شفاء معجزي باسم يسوع“.
وجميل قول بطرس: «الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ» (ع6). عادةً، عندما تكون المسألة هي العطاء، فإننا نفكر في المال، ويندر أن نفكر في الكنز السماوي الذي لنا، وهو معرفة المُخلِّص ( 2كو 6: 10 ).
يُقال إن توما الأكويني زار البابا في روما، وبعد أن أراه هذا الأخير جانبًا من الثروات التي تمتلكها الكنيسة، قال له بفخر: ”وهكذا أنت ترى يا أخ توما، أنه قد مضى الوقت الذي يقول فيه خلفاء بطرس: «لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ»“. فأجابه توما: ”وكذلك مضـى الوقت الذي فيه يقول خلفاء بطرس للمُقعَد: «قُمْ وَامْشِ»، فيقوم ويمشي“.
ويا له من تغيير حدث لهذا الأعرج! لقد «وَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمشـي ... وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ اللهَ». فهو وَثَبَ قبل أن يتعلَّم المَشي! ثم إنه حتى ذلك الوقت كان يجلس عند باب الهيكل، لكن الآن دخل إلى محضـر الله وهو يُسبِّح الله (ع8). ونحن إن كنا نشكر الله لأنه ما زالت تُوجد بركات ونِعَم غنية ”عند الباب“ (انظر أمثال 8 : 1-3). لكن ليت مَن تمتع بالبركة والنعمة، يدخل إلى محضر الله لكي يُقدِّم شكره وسجوده. والمسيح هو الذي يُعطي قوة على السلوك، ومادة للسجود.
ومعجزة شفاء المُقعَد تُصوِّر لنا خلاص الله: (1) فلقد تَمَّت المعجزة مع إنسان عاجز من بطن أُمِّهِ (ع2؛ مز51: 5؛ إش48: 8). (2) الشفاء كان لحظيًا ومجانيًا وكامـلاً (ع7؛ 16: 31). (3) كان الشفاء بقوة الرب يسوع وباسمه (ع6: 4: 12). (4) كان بالإيمان (ع16). (5) أنتج سلوكًا وسجودًا (ع8، 9).
وعندما سمع الجمع بشفاء الأعرَج، تجمَّعوا وهم مملوؤن دهشة وحيرة (ع10)، لكن بطرس في الحال حوَّل انتباههم عن نفسه وعن يوحنا، ونسبَ المعجزة لاسم الرب يسوع (ع13-16). والعمل الذي اُجريَ أثبت بطريقة لافتة للنظر أن الشخص الذي قتلَهُ اليهود هو حي ويَهَب الحياة للبشر.
ونلاحظ أن هذا حدث في «رِوَاقُ سُلَيْمَانَ» (ع11)؛ نفس المكان الذي فيه سبق أن تحدَّى اليهود سَيِّدنا أن يُبرهن أنه هو المسيح ( يو 10: 23 ، 24).