الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 8 سبتمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يَعتزلُ ويُصلِّي
«وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتزِلُ فِي البَرَارِي وَيُصَلِّي» ( لوقا 5: 16 )
بعد أن طهَّر الرب يسوع رجلاً مملوءٌ برصًا، ذاعَ الخبر عنه أكثر، فاجتمع جموع كثيرة لكي يسمعوا ويشفوا به من أمراضهم. وأما هو فكان يعتزل فـي البراري ويُصلِّي.

وبالرغم من هذه الشهرة وازدحام الناس حوله، لكنه - تبارك اسمه - كان ينسحب من هذه الجموع ويذهب إلى البراري، حيث الهدوء والسكون، ويصلي. وكلمة «يُصَلِّي» المذكورة في لوقا 5: 16 تُشير إلى الاستمرار في الاعتزال ”والصلاة“، أي أنها كانت عادة بالنسبة له.

كان للخلوة الفردية مكان بارز في حياته، فبعد معجزة إشباع الجموع صَرَفهم، وصعد إلى الجبل مُنفردًا ليُصلِّي. ولمَّا صارَ المساء كان هناك وحده ( مت 14: 23 )، «وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضـَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ» ( مر 1: 35 )، وأيضًا كان يُصلِّي على انفراد ( لو 9: 18 )، وقبل الصليب مباشرةً «انفَصَلَ عَنهُمْ (التلاميذ) نَحوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكبَتَيهِ وَصَلَّى» ( لو 22: 41 ). فلم يَدَع الخدمة مهما كانت كثيرة أن تُعيقه عن الصلاة.

عندما أتَت الجموع إلى الرب، كان كل واحد له قصة مع المرض والألم، وكان الرب يسمع لكل مريض ثم يشفيه، واستغرَق ذلك معظم وقته، واستنفد كل طاقته. إن سماع قصة المرض والألم من الآخرين يؤلم النفس، لذلك كان يُعبِّر عنها في صلاته للآب، ويطرح كل الأحمال التي على نفسه في صلاته.

كان اعتزالـه للصلاة بين معجزتين، فتطهـير الأبرص كـان قبل اعتزالـه، وشفـاء المفلـوج بعـد الصـلاة ( لو 22: 32 -26). فكان يستودع الخدمة ونتائجها بين يدي الآب المُحب، وكـان يطلب من أجل النفوس التي تقَابَل معها وخدَمها (لو22: 32)، وكانت الاستجابة عظيمة جدًا؛ إذ بعد موته وقيامته وصعوده إلـى المجـد وإرساله للروح القدس آمن به الآلاف.

على كل خادم للرب أن يتمثَّل به في كل شيء وفي هذا الأمر بالذات، فيُصلِّي قبل كل خدمة يؤديها حتى يضمن الرب تأثيرات الكلمة، وكذلك بعد كل خدمة ناجحة ومؤثرة حتى يحفظه الرب من الافتخار والكبرياء. بالحب يتسع قلبنا للعمل من أجل الآخـرين، وبـذات الحب نلتقي مع الله في الصلاة لننعَم بعمله فينا.

إن سر الحياة المسيحية الصحيحة الناجحة المؤثرة هي في الصلاة والشبع بالرب وبكلمته.

أمين هلال
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net