ليس هو أنني كمؤمن آخذ الكثير من الروح، لأنه يسكن فيَّ بالكامل، بل أن الروح القدس يأخذ مني المزيد، وبالتالي يَسود على كل الكيان، فيتكرَّس تمامًا للرب وتصبح المشغولية بشخصه.
كما أن الامتلاء ليس هو صُنع الآيات والمعجزات، فقيل عن يوحنا المعمدان «من بَطنِ أُمِّهِ يمتلِئُ من الرُّوحِ القُدُسِ» ( لو 1: 15 )، رغم أن «يُوحَنا لَم يفعَل آيةً واحِدَةً» ( يو 10: 41 ).
والإمتلاء بالروح هو الوضع الطبيعي الذي يريده الرب للمؤمنين، فيكون المؤمن ”مُمتلئًا من الروح“، كما قيل عن الرب يسوع «أَمَّا يَسُوعُ فرَجَعَ مِنَ الأُردُنِّ مُمتَلئًا من الرُّوحِ القدُسِ» ( لو 4: 1 ). وهناك ملء خاص لمواجهة موقف مُعيَّن أو خدمة كما قيل عن بطرس «حِينَئذٍ امتلأَ بُطرُسُ مِن الرُّوحِ القُدُسِ وقالَ لَهُم ...» ( أع 4: 8 ).
(2) تفريغ القلب: في عُرس قانا الجليل كانت الأجران الحجرية مملوءة من الخمر، وكان لا بد لهذه الخمر أن تُفرغ تمامًا أولاً لكي تمتلئ بالخمر الجديدة. وهكذا معنا، لا بد أن القلب يفرغ تمامًا من كل ما هو للجسد والمسـرَّات العالمية طالبًا: «اختَبرنِي يا اَللهُ وَاعرِف قلبِي .. وَانظُر إِن كانَ فيَّ طرِيقٌ بَاطِلٌ، واهدِنِي طَرِيقًا أَبَديًّا» ( مز 139: 23 ).
(3) ثم بعد ذلك «قالَ لَهُم يَسُوع: «املأُوا الأَجرَانَ مَاءً. فَمَلأُوهَا إِلى فَوقُ» ( يو 2: 7 ). هذا أمر إلهي أن نمتلئ بالكلمة ونشبع بها «إِلى فَوقُ» والتي بدورها تتحوَّل فينا إلى فيض من الروح القدس.
(4) الصلاة المنشغلة بالمسيح: في أعمال 4: 31، نقرأ عن صلاة رائعة للتلاميذ، صلاة مشغولة بسلطان الله، وبما يُمجد ربنا يسوع المسيح. ورغم أنهم لم يطلبوا الملء فإننا نقرأ «ولَمَّا صَلَّوا .. امتلأَ الجَميعُ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، وكانُوا يتكَلَّمُونَ بكلاَمِ الله بمُجَاهَرةٍ».
ما أحوجنا إلى ملء الروح القدس، سيادته وملئه لكل جوانب القلب والمشاعر والإرادة، فنحيا للمسيح ونُظهره في حياتنا، نعبُد ونسجد بالروح، ونخدم خدمة مرضية مؤثرة، ونكون بركة لمَن حولنا.