الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الخميس‬ ‫24‬ ‫يناير‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫الخصي الحبشي وعطشه لله‬
‫«لأنه أشبعَ نفسًا مُشتهِيَة ومَلأ نفسًا جائِعَة خبزًا»‬‫ ( مزمور 107: 9 )
‫ وزير عظيم: تمتع الخصي الحبشي (أع8) بوفرة من الامتيازات. فهو من شرفاء القوم الكرام؛ مَن في القصور يُقيمون، ومع الملوك يتعاملون، وبالكثير من المال يَنعمون، وللمراكب الملوكية يمتلكون، ولسائقيها يستأجرون أو ربما يشترون. فهو وزير، بل وزير مالية الحبشة. تَحسبهُ سعيدًا، لكنه من سر السعادة محروم.‬

‫ الوزير متعطش لله: ما أحكمه وزيرًا لفراغ حياته مُدرك, ومع عطش قلبه للإله الحقيقي, مُتجاوب!! علم أن اليهود يعبدون الإله الواحد الحقيقي, فذهب إلى أورشليم، قاطعًا رحلة شاقة، لعلّه يجده. رجع غير مستريح، إذ لم يَنَل مُراده. لم يستسلم سعادة الوزير؛ ففتح ما لديه من سفر إشعياء. وفي يأسه ورجوعه دون نوال مُراده، نراه قارئًا السفر. طوباه رغم كل مشغولياته، اهتم بأخذ سفر إشعياء معه في رحلته. استمر يقرأ، ويقرأ ولا يفهم، لكنه يقرأ. عجَبي من وزير ذهب ليسجد لله ولم يجده، وقرأ في كتابه ولم يفهمه، واستمر في قراءته! ما أشد اجتهاده! هل فهم «أن الوَصِيَّةَ مصبَاحٌ، والشَّرِيعَةَ نُورٌ» ( أم 6: 23 ).‬

‫ إله الوزير: ما أروع الله الناظر القلب، يرسل فيلبس رائد نهضة السامرة، مَن كان له الجموع يسمعون، والآيات ينظرون، وللإله يرجعون ويتوبون، وبه يؤمنون! يأمره بقطع النهضة، دون سابق إنذار. أ هناك نهضة أعظم؟ كلا. هناك نفس واحدة تبحث بشغَف عن الإله الحقيقي. فلأجلهِ يستوقف الله نهضة عظيمة، هذه هي غلاوة النفس الواحدة عند الله. ‬

‫ اتضاع وزير: سأل فيلبس الوزير: «أَ لَعَلَّكَ تفهَمُ ما أَنتَ تَقرَأُ؟». وهل يُعقَل أن وزير المالية، لا يفهم ما يقرأه؟ نعم. فلنعُظم النعمة، التي فتحت أذهاننا لفهم كلمة الله. أجابه الوزير: «كيفَ يُمكنُني إِن لَم يُرشدنِي أَحَدٌ؟». يا له من رُّقي جواب، ويا له من اتضاعٍ عجيب، وصدقٍ مع النفس! وها هو يُعلِن عن عدم فهمه, طالبًا المساعدة والإرشاد.‬

‫ إجابة الله: ابتدأ فيلبس من إشعياء 53 يُبشره بيسوع؛ حَمَل الله الرافع خطية العالم, الذي ذُبح لأجلي ولأجلك. فآمن واعتمد, ومضى في طريقه فرحًا. ما أمجدها خطة الله للقلوب المُتضعة والمُتعطشة إليه, إذ يُعلِن لها ذاته, ولا يتركها، إلا فرحةً! ‬

‫ أشرف يوسف‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net