الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 13 أكتوبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحاكم المُدَبِّر
«يَا بَيتَ لَحمٍ ... مِنكِ يَخرُجُ مُدَبِّرٌ يَرعَى شَعبِي إِسرَائِيلَ» ( متى 2: 6 )
من بين جميع الناس، كان يجب على رؤساء الكهنة أن يُثمِّنوا قيمة هذا الحَدَث العظيم الذي كانوا، حسب الظاهر، ينتظرونه؛ مَولد المسيا. ونجد في لوقا 2 أن الحَدَث قد أعلنَته السماء، خلال ساعات قليلة من حدوثه على الأكثر، لأشخاص متواضعين بسطاء، يخافون الرب. إن «سِرُّ الرَّبِّ لخائفيهِ وعَهدُهُ لتعليمِهِم» ( مز 25: 14 )، وهؤلاء يُمثلهم الرعاة وآخرون، ولكن القادة الدينيون في أورشليم لم يكونوا من بين هؤلاء، بل من بين ”المتكبرين“ الذين يُسمِّيهم الناس «مُطَوَّبُون» ( ملا 3: 15 ، 16). وبالتالي، كانوا في الظلام مثلهم مثل هيرودس الشرير.

ولكن هناك ما هو أسوأ. فليس من المُستغرَب أن يضطرب هيرودس عند سماعه هذه الأخبار، فقد ظهر مُنافس له في العرش. إلا أننا نقرأ أنه «اضطرَبَ وجَميعُ أُورُشَليم معَهُ» ( مت 2: 3 ). إذًا، فمجيء المخلِّص لم يُسبب بهجة بل رُعبًا بين الناس الذين كانوا يتظاهرون بانتظاره. ومن الواضح إذًا، أنه كان هناك خطأ رهيب حيث إن هذا الحَدَث كان له ارتداده على ضمائرهم الفاسدة. لم يكونوا قد رأوه بعد، ولم يكن قد فعل شيئًا بعد، ولكنهم استشعروا أن مجيئه سيعني إفساد سرورهم بدلاً من تحقيق آمالهم.

ولكن نفس هؤلاء الرجال كانوا على عِلم واسع بالكتب المقدسة. فاستطاعوا أن يُقدِّموا إجابة صحيحة وفورية على سؤال هيرودس، مقتبسين ميخا 5: 2 «أَمَّا أَنتِ يا بَيتَ لَحمِ أَفرَاتة، وأَنتِ صغيرَةٌ أَن تكونِي بينَ أُلُوفِ يَهوذَا، فمنكِ يَخرُجُ لِي الذي يكونُ مُتسَلِّطًا علَى إِسرائيلَ، ومخارِجهُ منذُ القدِيمِ، منذُ أَيامِ الأَزَلِ» (مع تعديل بسيط في الصياغة - مت2: 6). كان لديهم المعرفة التي تنفخ، ولذلك لم يعرفوا شيئًا كما يجب (انظر 1كورنثوس 8: 1، 2)، ووضعوا معرفتهم في خدمة العدو.

فالنص الذي اقتبسوه يُقدِّم لنا الرب كمتسلِّط (مُدبر) سيحكم. فبالنسبة لميخا كان إسرائيل فقط هو محط الأنظار، ولكننا نعلم أن حُكمه سيكون على العالم أجمع، وهذا هو الجانب الثالث الذي يُقَدَّم به لنا. ففي «يَسوع» نرى الله يتقدَّم ليُخلِّص ( مت 1: 22 ). وفي «عِمَّانوئِيل» نرى الله يتقدَّم ليحِّل بيننا ( مت 1: 23 ). وفي الحاكم (المُدَبِّر) نرى الله يتقدَّم ليحكم ( مت 2: 5 ). فقد كان فكره منذ القديم أن يسكن مع الإنسان، وأن يتسلَّط على كل شيء حسب مسرَّته. ولكي يُتمم هذا، كان عليه أن يتقدَّم ليُخلِّص.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net