الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 21 أكتوبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ابعُد إِلى العُمقِ
«ابعُد إِلَى العُمقِ وأَلقُوا شبَاكَكُم لِلصَّيدِ ... ولَمَّا فَعَلُوا ذلِكَ أَمسَكُوا سَمَكًـا كَثيرًا جدًّا» ( لوقا 5: 4 -6)
بينما كان الصيادون يُلقون الشبكة، كان الرب يصدر أوامره للسمك الذي كان يرى نفسه مدفوعًا لدخول الشبكة التي تنتظره. أ لم يكن هذا ما تنبأ به المُرنم بأن ابن الإنسان سوف يكون له السلطان على سَمَك البحر السَّالك في سُبُلِ المياه؟

يا له من درس هنا لنا أجمعين! نحن نعلم كيف نتعب طويلاً دون أن نمسك شيئًا. وكم من مرة عُدنا إلى الشاطئ بسمكة صغيرة جدًا أو اثنتين. ولكن حالما ندخل إلى عمق الشـركة مع ابن الله، فإننا نكتشف أن كل ما علينا هو أن نغسل الشباك ونُصلحها ( لو 5: 2 ؛ مر1: 9)، أن نتكل على الرب ليُبيِّن لنا مواضع السمك، وأن نؤمن بأنه سوف يُتمِّم الباقي. يجب أن نتكل كل الاتكال على هذه المعونة الإلهية.

وفي يوم الخمسين ألقى بطرس مرة أخرى شبكته، وفي وسط الجماهير العديدة الهائجة، ومرة أخرى كرَّر الرب معجزة بحر الجليل، وملأ شبكته بثلاثة آلاف نفس.

وفي بيت كرنيليوس، لم تَكَد شبكته تلمس الماء حتى امتلأت سمكًا «فلَمَّا ابتدأتُ أَتكلَّمُ، حَلَّ الرُّوحُ القدُس علَيهِم كما علَينا أَيضًا ..» ( أع 11: 15 ). ويقينًا أن بطرس في كل مناسبة كان ينظر إلى الرب يسوع مبتسمًا وهو يقول: ”آه يا رب! هوذا معجزة بحر الجليل تتكرَّر“.

وإننا نستطيع أن نحصل على نفس هذا الاختبار، بنفس هذه الشروط. وإن كنا لم نحصل عليه بعد فلنبحث عن السبب. إنه لا يرجع إلى الرب يسوع بل إلينا نحن، إلى طاعتنا، أو إلى شباكنا. إن كانت شباكنا هي أحاديثنا وكلماتنا وعظاتنا، فلنصلحها بالدرس العميق والصلوات الحارة والشـركة مع الآب ومع ابنه. ويجب أن تكون عيون الشبكة ضيقة بحيث لا تسمح لأية سمكة بالخروج منها. يجب ألَّا ندَّخر وسعًا في سبيل تقديم الإنجيل للآخرين لكيلا يبقى عذر للسامعين. يجب ألَّا نُقدِّم الحق الأبدي بطريقة غامضة أو بعبارة ركيكة هزيلة سخيفة. أصلحوا شباككم القديمة، أو استعملوا شباكًا جديدة. واحرص أيضًا على أن تكون نظيفة. اغسلها ممَّا قد يكون علق بها من رمال أو أتربة أو أعشاب. تخلَّص من محبة الذات، يجب ألَّا تحاول أن تجعل السامعين يتغاضون عن جوهر الرسالة، ويتحوَّلون إلى شخصك. وعندما تُتمِّم كل شيء، ثق بأن الرب وإن كان ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله، إلا أنه لا يزال يعمل مع عبيده، ويؤيد كلامهم بقوة الروح القدس ( مر 16: 19 ، 20).

ف.ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net