الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 23 أكتوبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الغِنى والحُزن
«فَلَمَّا سَمِعَ ذلِكَ حَزِنَ، لأنهُ كَانَ غَنِيًّا جِدًّا» ( لوقا 18: 23 )
في لوقا 18: 18-23 نقرأ عن الشاب الغني الذي رأى الحقائق الأبدية، ولكنه رفض أن يتصـرَّف بموجبها. ويا لها من جملة غريبة في نهاية هذا النص: «حَزِنَ، لأَنهُ كانَ غنيًّا جدًّا»! فهذا الرئيس لم يكن مجرَّد غني فقط، بل كان غنيًا جدًا. وكان أيضًا شابًا ( مت 19: 20 ). ويظن الكثيرون أنه يحمل كل أسباب السعادة، ولكن ليس الأمر كذلك، بل الحقيقة عكس ذلك. إنه يشعر ببعض الفراغ في حياته بالرغم من كل ثروته. إنه عرف شيئًا من الحقائق الأبدية، وهذا هو السبب أنه طلب أن يَرث الحياة الأبدية، واقترب من الرب يسوع باعتبار الرب «المُعلِّمُ الصَّالِحُ» (ع18)، طالبًا منه أن يُخبره ماذا ينبغي أن يفعل.

فأولاً أشار عليه الرب أنه إذا كان هو فقط مُعَلِّمًا صَّالِحًا له، فالإجابة على سؤاله تُصبح قليلة الفائدة له «لَيسَ أَحَدٌ صالِحًا إِلاَّ واحِدٌ وهوَ اللهُ» (ع19). وكان على هذا الشاب الغني أن يقبل أن الذي يتكلَّم إليه ليس سوى ابن الله، وإذا أراد أن يفعل شيئًا حسنًا، فليس أمامه غير أن يعرف ناموس الله. ويوجِّه الرب اهتمامه للوح الثاني من الناموس، وكأنه يقول له هذه الوصايا تتعامل مع الآخرين. غير أنه أجاب «هذهِ كُلُّها حَفِظتُهَا مُنذُ حدَاثَتي» (ع21). ولم يحاول الرب أن يُجادل معه في هذه النقطة، ولكنه انتقل ليتحدَّث عما يطلبه اللوح الأول من الناموس، فهذه الوصايا تُحدِّد علاقات الإنسان مع الله. فأولها يقول: «لا يكن لَكَ آلِهَةٌ أُخرى أَمامي» ( خر 20: 3 ). فماذا عن هذه النقطة أيها الشاب؟ أ يوجد أي آلهة أو تمثال في حياتك؟ لقد عرف الرب حقيقة أين تَكمُن مشكلته، ووضع إصبعه عليها: «بِعْ كُلَّ ما لكَ ... وتعالَ اتبَعني» (ع22). لقد أصبح واضحًا أين يميل قلبه. إنه مرتبط بممتلكاته جميعها، ولذلك ذهب حزينًا. ويا لها من صورة سيئة!

هنا واحد لم يهرب بعيدًا في مقاومة أو تمرُّد. إنه عرف تمامًا ما يجب أن يعمله، فهذا هو الوقت الخاص به ليُقرر أموره في الزمان والأبدية، لكنه لم يُرِد أن يتخذ القرار الصحيح بسبب عبودية قلبه لأمور هذا العالم، ولذلك مضى حزينًا.

وماذا عنا؟ حيث يضع الرب إصبعه على شيء في حياتنا، فإنه يطلب منا أن نترك هذا الأمر ونتبعه بأكثر تكريس وتقوى. فهل نرغب في سماع صوته واتباعه، أم أنها تكشف مدى قوة ما يربطنا بأمور هذه الأرض؟

مايكل فوجلسانج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net