الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 24 أكتوبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إِيلِيا وعُوبَديَا
«أَأَنتَ هُوَ سَيِّدِي إِيلِيَّا؟ ... أَنا هُوَ. اذهَبْ وَقُل لِسَيِّدِكَ: هُوَذا إِيلِيَّا» ( 1ملوك 18: 7 ، 8)
كان كل من إيليَّا وعُوبَديا مؤمنًا بالله، لكن مقابلتهما الواحد للآخر كشفت حالة كل منهما. لم تكن المقابلة مقابلة شركة بين مؤمن ومؤمن، وكيف تكون شركة بين مؤمن ملتصق بالرب، ومؤمن ملتصق بملك شرير؟!

كان عُوبَديا يتلقى الأوامر من الملك أَخآب الشـرير، أما إيليَّا فَمِن الرب، فكان يتحرك وكان يعمل حسب أمر الرب إلهه. نعم كان عُوبَديا يخشـى الرب جدًا، لكنه لم يكن يخدم الرب. كان أخآب سَيِّده، ومنه يتلقى الأوامر، ففي اللحظة التي التقيا فيها، كان عُوبَديا يبحث عن عشب للخيل والبغال تنفيذًا لأمر سيده الملك.

لقد كان عُوبَديا في مستوى روحي ضعيف، وضعيف للغاية، فأمام إيليا «خَرَّ علَى وَجهِهِ وقالَ: أَ أَنتَ هوَ سَيِّدي إِيلِيَّا؟» (ع7). وإن دلَّت هذه العبارة على شيء فإنما تدُّل على مستوى عُوبَديا الروحي الضعيف جدًا. المراكز العالمية تخلع على الإنسان مجدًا عالميًا، ولكنها لا تستطيع أن تَهَبهُ عظمة روحية. نحن لا نرى إيليَّا يعترف بعُوبَديا كخادم للرب، بل كخادم للملك الشرير فيقول له: «اذهَب قُلْ لسيِّدِكَ: هوَذَا إِيلِيَّا».

وجواب عُوبَديا كشف بكل وضوح أنه كان يعيش في خوف من الملك، وأنه كان يخشى غضب الملك إذا حمل إليه رسالة إيليَّا. وفي الواقع لم يكن عُوبَديا في قلق وخوف من الملك فحسب، بل كان في حالة أفقدَتهُ الثقة في الله. كان يظن أن روح الرب سيحمي إيليا من غضب الملك، أما هو فلم يكن له إيمان يضع به نفسه في حماية الرب، ولا شك أن ضميره القلق هو الذي سلبه هذه الثقة في الله (ع12).

وعُوبَديا، إذ لم يكن له ثقة في الله، لم يكن بالتبعية مُهيأ لأن يخدم الرب، ويحمل رسالة تُعرِّضه للخطر وربما للموت، فنراه يُكرِّر ثلاث مرات هذه الكلمة «يَقتلُنِي»، فيعتذر عن القيام بالأمر خوفًا من غضب الملك من ناحية، واعتمادًا على صلاحه هو من ناحية أخرى.

ما أكبر الفرق بين إيليَّا وعُوبَديا. لقد كان إيليَّا يعيش في حالة الانفصال عن الشر، ولذا كان قلبه مُمتلئًا بالشجاعة المقدسة، فلم يكن مستندًا على ذاته، ولا على حياة الانفصال التي كان يحياها، بل على الله الحي، فاستطاع أن يقول لعُوبَديا: «حَيٌّ هوَ رَبُّ الجُنودِ الذي أَنَا واقِفٌ أَمامَهُ، إِنِّي اليومَ أَترَاءى لَهُ» (ع15). ما أخطر أن نرى إيليَّا يُخاطب عُوبَديا بذات العبارة التي خاطب بها أخآب الملك الشـرير! ( 1مل 17: 1 ؛ 18: 15).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net