الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 31 أكتوبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح والمعمدان
«أَنتَ هُوَ الآتِي أَم ننتظِرُ آخرَ؟» ( متى 11: 3 )
نستطيع أن نتخيَّل يوحنا المعمدان، في السجن، وقد توقع أن الشخص العظيم، الذي أعلن هو عنه، سيفعل شيئًا من أجله، ولكن ها هو يسمع عنه يخلِّص أُناسًا غير مستحقين من أمراضهم ومشاكلهم، وعلى ما يبدو أهمَلَ مَن مَهَّدَ الطريق أمامه. وإذ تعرَّض لهذا الامتحان، اهتز إيمان يوحنا قليلاً. وكان رَدُّ الرب يسوع على يوحنا في شكل شهادة أعظم عن أعمال نعمته مُبينًا أن فيه تحققت فعلاً نبوة إشعياء 61: 1، 2 «روحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عليَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مسَحَني لأُبشّـِرَ المساكِينَ، أَرسلني لأَعصِبَ مُنكَسـري القلبِ، لأُناديَ للمَسبِيِّينَ بالعِتقِ، وللمأسورِينَ بالإِطلاقِ. لأُناديَ بسنةٍ مقبولَةٍ للرَّبِّ»، وطوبى لمَن لا يعثر في تواضعه، وحجبْ مجده الخارجي الذي سيظهر في مجيئه الثاني.

ثم بدأ يسوع يشهد عن يوحنا ( مت 11: 7 -14). لم يكن «قصبَةً تُحرِّكُها الرِّيحُ»، ولا «إِنسانًا لاَبسًا ثيابًا ناعِمةً». «أَ نبيًّا؟ ... وأَفضلَ من نبيٍّ»، إنه الرسول الذي تنبأ عنه ملاخي3: 1 «هأَنذَا أُرسِلُ ملاكِي فيهيِّئُ الطريقَ أَمامي». أكثر من هذا، كان يوحنا المعمدان «هوَ إِيليَّا المُزمِعُ أَن يأتِي» ( مت 11: 14 )، قبل مجيء الرب الأول. لقد خُتم تدبير الناموس والأنبياء به، ومن ذلك اليوم فصاعدًا فُتح ملكوت السماوات، لمَن لديه قوة الإيمان وإصراره للدخول «ملَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، والغَاصِبُونَ يَختطِفونَهُ» (ع12). وعندما يأتي الملكوت بالشكل المَرئي، لن تكون هناك حاجة لقوة الإيمان هذه. كل هذا بيَّن مقدار عظمة يوحنا المعمدان، «ولكِنَّ الأَصغرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعظَمُ مِنهُ» (ع11)، لقد أعد الطريق ولكنه لم يَعِش حتى يدخل هو نفسه. لقد كانت عظمة يوحنا الأدبية لا يفوقها شيء، مع أن كثيرين من الأقل في الثقل الأدبي سيكونون أعظم بالنسبة للوضع الخارجي.

ومن الكلام عن يوحنا، عن عظمته والمركز الذي ناله بالنسبة لخدمته، انتقل الرب ليتكلَّم عن عدم مُبالاة الناس. فقد استمعوا إلى كرازة يوحنا القوية، والآن سمعوا الرب ورأوا أعمال قدرته، ولكن لا أثَّر فيهم هذا ولا ذاك. لقد كانوا كأطفال مشاكسين (نكديين) لا يمكن إقناعهم للاشتراك في اللعب «زمَّرْنَا لكُم فلَم تَرقُصوا! نُحْنَا لكُم فلَم تَلطِمُوا!» (ع17). لقد كانت هناك لمسة عنف في رسالة يوحنا، ولكنهم لم يُظهروا أية علامة عن الندم والتوبة. وجاء الرب يسوع مملوءً بالنعمة وببهجة الخلاص، ولكنهم لم يُظهروا أية علامة سرور حقيقي، بدلاً من هذا، اكتشفوا طرقًا للتقليل من شأن كليهما.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net