الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 نوفمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لِبَاسُ العُرسِ
«يَا صَاحِبُ، كَيفَ دَخلتَ إِلَى هُنا ولَيسَ علَيكَ لِبَاسُ العُرسِ؟» ( متى 22: 12 )
مَثَل عُرس ابن الملك ( مت 22: 1 -14) لا يُحضِر أمامنا موضوع صاحب الكَرم الباحث عن الثمر منه ولم يجده ( مت 21: 33 -44)، ولكن يُرينا الملك وهو يعمل طبقًا لغنى بيته، وذلك ليُمجد ابنه. إن الأمر يتعلَّق بابنه. وهو لكي يُمجد ذلك الابن يجب أن تكون حول المائدة بركة كاملة وشاملة؛ وجوه سعيدة من حوله، وقلوب بدون أي هم أو مشغولية، وبدون أي ظل من الكآبة، مُتحرِّرين من أي اشتباه في محبتهِ. والله يظهَر أمامنا في هذا المَثَل كَمَن يُمجد ذاته بجعل آخرين سعداء من حول ابنه.

وإذا تكلَّمت كلمة واحدة عن المطاليب أو حتى فكرت فيها بالارتباط مع أساس وقوفي في حضـرة الله، فإن هذا يدمر كل الأساس الذي عليه يعمل الله في كمال نعمته. ومن الواضح أن الشخص الذي يسمح لنفسه للحظة أن يُفكر بأنه يجب أن يُقدِّم نصيبه من العشاء، لا يوجد لديه أي شعور حقيقي بكرامة الشخص الذي دعاه إلى العشاء. وإذا فعل شخص هذا الأمر فإنه سيظل واقفًا على الباب دون أن يدخل. وهو بهذا يُظهر الاستخفاف الكُلِّي وعدم التقدير للعُرس، وللشخص الذي صنع العُرس أيضًا.

وإذا كان هناك ضيف من الذين دعاهم الملك غنيًا جدًا، وفكَّر أن يأتي إلى العُرس في لِبَاس ثمين من صُنعه، أو من ناحية أخرى إذا كان هناك فقير حاول أن يلبس أسماله البالية، ففي كِلتا الحالتين يُعتبر هذا إهانة للملك، واحتقارًا لكل مِن ”اللِبَاس“ المُعدّ للعُرس، وللعُرس المدعو إليه.

إن الذي يدعو إلى العُرس هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يُجهز للضيوف اللِبَاس اللائق بتلك المناسبة. لقد وضع الله كل شيء من الإنسان جانبًا، سواء من جهة كفايتنا ومقدرتنا في ذواتنا للدخول، أو بالنسبة للخوف من أن حالتنا ستُغلِق الباب أمامنا. إن بركتنا تعتمد على شيء واحد فقط، وهو كفاية الشخص الذي يدعونا ونعمته الكاملة.

وبالرغم من أن ”لِبَاس العُرْسِ“ كان موجودًا، لأنه كان هناك استعداد كامل من جانب الملك لبركة مدعويه، لكن «لمَّا دخلَ المَلِكُ لينظُر المُتكِئينَ، رأَى هُناكَ إِنسَانًا لَم يكُن لاَبِسًا لِبَاسَ العُرسِ» (ع11). وهذا يعني أن هذا الشخص لم يمتلك المسيح. والبرهان الأكيد على أنه لم يكن يُهمه العُرس، أنه لم يلبس ”لِبَاس العُرْسِ“. ربما كان لابسًا أعظم الحُلَل الفاخرة، ولكن سواء كان لِبَاسه ثمينًا وفاخرًا، أو أسمالاً قذرة بالية، هذا لا يهم، المهم أنه لم يكن لابسًا ”لِبَاس العُرْسِ“.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net