الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 7 نوفمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُوسَى وابنة فرعون
«بالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أن يُدعَى ابنَ ابنةِ فِرعَونَ» ( عبرانيين 11: 24 )
لم يكن من قبيل الصدفة أن ابنة فرعون ذهبت إلى النهر في هذا اليوم، لأنه لا توجد صدفة أو حوادث عرَضية تحدث في العالم بدون إشراف أعلى من رئيس الحياة. فالله دائمًا خلف المشهد، يأمر كل صغيرة وكبيرة، من أجل إظهار مجده «عرَفتُ يا رَبُّ أَنَّهُ ليسَ للإِنسَانِ طَرِيقهُ. ليسَ لإِنسَانٍ يَمشـي أَن يَهدي خطوَاتهِ» ( إر 10: 23 ). والله لا يتحكَّم فقط في صعود أو سقوط الإمبراطوريات، ولكنه أيضًا يتحكَّم في سقوط عصفور صغير.

إنه الله الذي وضع في قلب هذه الأميرة المصرية لكي تذهب إلى النهر، وبالذات إلى تلك البقعة، حيث يرقد «السَّفَطُ بينَ الحَلفَاءِ». وعندما رأت الطفل يبكي، الله هو الذي جعلها تتصرف بهذه الشفقة، بدلاً ممَّا كان مفروضًا بناءً على أوامر والدها. والله هو الذي جعل ابنة فرعون المتُغطرس، تخضع لاقتراح مريم، بدعوة امرأة من العبرانيات لتُرضِع لها الولد، بل أيضًا جعل لديها ميل نحو والدة الطفل، لكي تُرضِعهُ ( خر 2: 5 -8). هنا يمكن للعقل أن يسكن في هدوء وسلام «لأَنَّ منهُ وبه ولهُ كلَّ الأَشيَاءِ. ..» ( رو 11: 36 ).

«ولمَّا كَبِرَ الولدُ جَاءَت بهِ (يُوكابَدُ) إِلى ابنةِ فِرعَونَ فصارَ لهَا ابنًا، ودَعَت اسمَهُ «موسَى» وقالت: إِنِّي انتشَلتهُ مِنَ الماءِ» ( عب 2: 10 ). نرى هنا صورة لِما جاء في أيوب 5: 13 «الآخِذ الحكماءَ بحيلتِهم، فتتهوَّرُ مَشورةُ الماكِرينَ». لقد أراد فرعون أن يتعامل بحكمة وبمكر مع إسرائيل، لكيلا يصعدوا من أرض مصـر، ولكن في النهاية أجبره الله أن يتكفل بطعام ومسكَن وتعليم الرَجُل الذي كان سوف يُتمّم الأمر الذي كان فرعون يُحاول أن يمنعه. وهنا نرى أن حكمة فرعون أصبحت حماقة، ومكر وأساليب الشيطان قد هُزمت.

وفي أعمال 7: 22 نقرأ «فتهَذَّبَ مُوسى بكُلِّ حِكمةِ المِصـريِّينَ، وكانَ مُقتَدِرًا فِي الأَقوَالِ والأَعمَالِ»، ولكن قلبه لم يكن في هذه الأشياء. لقد كان هناك شيء أكثر جاذبية من المجد العالمي، ومن وسائل الراحة والرفاهية في البلاط الملَكي لمصـر. فبدون شك كان والداه المؤمنان قد عرَّفوه بوعود الله للأجداد، وبأن الوقت لخروج بني إسرائيل من العبودية، ورحيلهم إلى الأرض التي أُعطيت إلى إبراهيم، ليس بعيدًا. لقد سمع، وآمن بما سمعه. والنتيجة «بالإيمان موسى لمَّا كبِرَ أَبَى أَن يُدعى ابنَ ابنةِ فِرعَونَ، مُفَضِّلاً بالأَحرى أَن يُذَلَّ معَ شعبِ الله على أَن يكونَ لهُ تمَتعٌ وقتيٌّ بالخطيَّة، حَاسِبًا عارَ المسيحِ غِنًى أَعظمَ مِن خزائنِ مِصرَ، لأَنهُ كانَ ينظرُ إِلَى المُجَازاةِ» ( عب 11: 24 -26) .

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net