الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 9 نوفمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رائِحَة الطِّيبِ
«فَامتلأَ البَيتُ مِن رَائِحَةِ الطِّيبِ» ( يوحنا 12: 3 )
أتى الرب يسوع إلى بيت عنيا «فصنعُوا لَهُ هُناكَ عشَاءً». لقد أطعَم وأشبع الرب الآلاف، ولكنه الآن يرغب القليل من أحبائه لكي يُطعموه ويُشبعوه. لقد كان مًرَحّبًا به هناك، ولا شك أنه كان في تعزية وسرور، فلم يكن في هذا البيت شيء مُخالفًا للقداسة والحق. وقد كان يُخدم من نفوس شاكرة من الذين بُوركوا فيه. أ ليس ذات الأمر معنا، نحن الذين لنا روح القداسة والحق الساكن فينا، والذي يجتذب قلوبنا للمسيح؟ أ فلا نُرحب له في كل أمور حياتنا الشخصية وبيوتنا وأعمالنا، لنجعله مستريحًا ومسـرورًا، ونرُّد له شكرنا وتسبيحنا؟ وهل هناك أعظم من أن يطلب الله من أولاده الطاعة البسيطة والشكر؟ لقد فعل كل شيء لنا، وأعطانا «كُلَّ ما هوَ للحيَاةِ والتَّقوَى» ( 2بط 1: 3 )، وأيضًا «يَمنحُنا كلَّ شَيءٍ بغنًى للتمَتُّعِ» ( 1تي 6: 17 ).

وفي بيت عنيا نرى مثالاً مُضيئًا لخدمة المسيح؛ فقد أخذَت ”مريَمُ“ «قارورَةُ طِيبٍ كثيرِ الثمَنِ» ( مت 26: 7 )، «فكسَـرتِ القارُورَةَ وسَكبَتهُ علَى رَأسهِ» ( مر 14: 3 )، «ودهَنت قدَمَي يسوعَ، ومسَحَت قدمَيهِ بشعرِها» ( يو 12: 3 ). كانت عينها متفرِّدة ومملوءة بغرض واحد كامل، وهو مُخلِّصها الغالي الذي عرفته وأحبَّته، وهو كان على وشك الموت. لقد سكبت حُبها، وهو أغلى ما عندها، ولم تحتفظ لنفسها بشيء، فكل ما ملكَتهُ، قدَّمتهُ له. لقد كان المسيح كل شيء لمريم. فهل الأمر معنا كذلك؟ وهل كل عواطفنا وممتلكاتنا للرب؟ خاصة الباكورات والأفضل؟ أم أننا نستخف بالرب يسوع، ونحجز عنه أغلى الأشياء وأفضل الممتلكات، ونُقدِّم ”خُبزًا نَجِسًا والأَعرَجَ والسَّقيمَ“ ( ملا 1: 8 )؟ هل أعطانا الرب يسوع أقل ممَّا هو عظيم وثمين؟ وهل يليق أن نُقدِّم له أقل من الأعظم والأجوَد مما لنا، سواء كانت ذبائح روحية للتسبيح والسجود، أو ذبائح زمنية من أمور الأرض؟ ( لو 8: 3 ).

لقد كان لخدمة الرب المُكرَّسة والفريدة تقديرها لدى مريم، وإن كان هذا قد جلَب لها النقد من الآخرين. ولكن لم يُعوقها، ولو للحظة، أي شيء، ولا توبيخ التلاميذ. فهل لنا ذات القوة الروحية والمحبة للرب يسوع، أم نخاف الناس، ولو كانوا من خدام الرب، إذا انتقدونا ووبَّخونا، ونحن نسكب قلوبنا في خدمتهِ، ذاك الذي أحبنا حتى الموت؟ إن خدمتنا للرب يلزَم ألَّا تُقدَّم للناس، بل لله، بالرغم من أن الناس ينالون بركة من هذه الخدمة، فقد «امتلأَ البَيتُ مِن رائحَةِ الطِّيبِ»، وذات الرجال الذين انتقدوها، اشتَّموا عبيق هذه الرائحة.

ت. م. كليمنت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net