الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 8 نوفمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المُهمة الإلهية والحضور الإلهي
«أَمَا أَرسَلتكَ؟ ... إِني أَكُونُ مَعَكَ» ( قضاة 6: 14 ، 16)
في حالة جدعون، كما في حالة كل خدام الله، نلاحظ أمرين جديرين بأعمق تأملاتنا. في الأمر الأول نجد الإرسالية الإلهية مُجسَّمة في هذه الكلمات القيِّمة: «أَمَا أَرسَلتكَ؟». وفي الأمر الثاني نجد الحضور الإلهي مُؤكدًا في هذه الكلمات المشجعة: «إِنِّي أَكونُ معَكَ».

هاتان هما النقطتان العظيمتان لكل الذين يخدمون الرب في أيامهم وفي جيلهم. يجب عليهم أن يعرفوا أن الطريق الذي يطأونه قد رُسم بكل وضوح بيد الله، وأكثر من هذا يجب أن يكون لهم الشعور بحضوره معهم على طول الطريق.

فغير كافٍ أن نعرف أننا سائرون في الطريق المُعيَّن لنا من الله. إننا نحتاج أن نتحقق حضور الله. نحتاج أن نختبر صِدق هذه الكلمات الثمينة: «إِنِّي أَكونُ معكَ»، وفي هذا كل تجهيزات الخادم. المهمة الإلهية والحضور الإلهي هما كل ما نحتاج إليه ولكن يجب أن نحصل عليهما لكي نستطيع أن نواصل السير، وبهاتين الحقيقتين اللتين لا تُقدَّران، لا يهم مَن نحن أو ماذا نحن أو أين نحن، فالرب يستطيع أن يستخدم امرأة ضعيفة أو رجلاً أعسـر أو رغيفًا من الشعير أو جرة مكسورة. الآلة ليست شيئًا. الله هو العامل. عدم الإيمان قد يصرخ قائلاً: «أَسأَلُكَ يا سيِّدي، بماذَا أُخلِّصُ إِسرائيلَ؟ ها عَشِيرتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنسّىى، وأَنا الأَصغَرُ فِي بيتِ أَبِي» ( قض 6: 15 )، ولكن الإيمان يستطيع أن يصيح مُجيبًا: ”ماذا يهم من كل هذا إذا كان الله لنا؟ هل هو يحتاج إلى الأقوياء أو الأغنياء؟ وما هي الثروة أو العظمة بالنسبة له؟ لا شيء“ ( 1كو 26: 1 -29).

هذه كلمات نافعة لكل منَّا، وإنها لرحمة لا يُعبَّر عنها، أن كل خادم عزيز للمسيح يُحفَظ في دوام الشعور بأنه في ذاته لا شيء بالمرة، وأن يتعلَّم بطريقةٍ ما أن يتحقق عُمق وكمال وقوة تلك العبارة المختصـرة، ولكنها الفعّالة للغاية: «بدُونِي لا تقدِرُونَ أَن تفعَلُوا شَيئًا» ( يو 15: 5 ). لا يمكن أن يوجد غصن واحد في كل الكرمة، مهما كان قويًا أو مُمتدًا في ظاهره، أن ينتج أقل مقدار من الثمر إذا لم يكن ثابتًا في الأصل ثبوتًا حقيقيًا. يجب أن يكون هناك شعور مستمر باتصالنا الحيوي مع المسيح الذي هو الأصل، وفيه نثبت ونحيا بالإيمان يومًا بعد يوم، ولحظة بعد لحظة لكي نُعطي ثمرًا مقبولاً لدى الله. إن ثبوتنا في المسيح هو الذي يجعل العصير الحيوي يسـري فينا، ويُعطينا قوة في النمو، واخضـرارًا في الأوراق، وثمرًا في الأوان. هنا سر القوة العظيم؛ إنه الثبوت في الكرمة الحية.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net