الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ينتظِرون سيدَهُم
«العَبِيدِ الذِينَ إِذا جَاءَ سَيِّدُهُم يَجدُهُم سَاهِرِينَ ... يَتمَنطَقُ ويُتكِئهُم ويَتقَدَّمُ ويَخدِمُهُم» ( لوقا 12: 37 )
عند التأمل في لوقا 12، نجد كيف أن انتظار المسيح يُميز المؤمن، وُيميز خدمته للمسيح في زمان غيابه «لأَنهُ حيث يكونُ كنزُكم هُناكَ يكونُ قَلبُكم أَيضًا» ( لو 12: 34 ). وَجَب على العبيد أن تكون أحقاؤهم مُمنطقة وسُرجهم موقدة، وهذا ما يُميزهم. وعليهم أن يكونوا كأُناس ينتظرون سيدهم ليفتحوا له فور رجوعه. عواطفهم في وضع صحيح، واعترافهم بالمسيح تام، مُترقبين عودته. ولا نعني أن يكون لنا فقط تعليم مجيء الرب، لأن التطويب هو للساهرين «مِثلُ أُنَاسٍ يَنتظرونَ سَيِّدَهُم متى يَرجِعُ ... يَجدهُم سَاهرِينَ» (ع36، 37)؛ لا بد أن يكونوا مُمنطقي الأحقاء، وموقدي السُـرج وساهرين، فيتقدَّم سيدهم ويُتكئهم، ويتمنطَق ويخدمهم (ع37).

نحن نتمنطق ونسهر لأن لا راحة لنا هنا. وكأن الرب يقول: عندما أُرتب كل شيء كما أُريد، سأُتكئكم وأتمنطق وأخدمكم، وسأُمتعكم بكل ما لي في السماء. فقط كونوا ساهرين.

سيظل المسيح - بالنعمة - إلى الأبد في صورة العبد، وهو الآن مُمنطَق بحسب يوحنا 13. من الطبيعي أن نظن أنه بصعود المسيح إلى السماء في المجد، قد انتهت خدمته لنا، لكنه يقول: إني ذاهب عنكم، لا يمكنني أن أبقى على الأرض، لكني لن أتخلَّى عنكم، وسأجعلكم كاملين في شخصـي في السماء «إِن كُنتُ لاَ أَغسِلُكَ فلَيسَ لَكَ مَعِي نصِيبٌ». الغسل هنا بالماء، وليس بالدم «الذِي قَد اغتَسَلَ لَيسَ لَهُ حاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسلِ رِجلَيهِ» ( يو 13: 8 ، 10). إن الولادة الثانية مثلها مثل الخلاص؛ عمل كامل تام، لكن إذا اتسخت أقدامنا في البرية، فيما يختص بالسلوك العملي والشركة، فلنا النعمة والشفاعة لغسل أقدامنا، وجعلنا عمليًا لائقين لأن نوجَد في محضـر الله حيث المسيح. وإن لم أكن ساهرًا فسأتسخ، وهذه الأقذار لا يمكن أن ترتبط بالسماء أو بالشـركة مع مَن فيها.

وعلينا نحن أن نكون ساهرين أثناء غيابه. إن الرب ينبِّر على مجيئه بالذات فيما يختص بالسهر والخدمة، كأنه يقول: أنا آتٍ ثانيةً، عليكم أن تسهروا كأُناس ينتظرون سيدهم، وأن تنشغلوا بخدمتي.

فيا رَبَّنَا الغَالِي نُفوسُنا تتوقُ لكَ بالفعلِ
وأَكثرَ مِمَّن يَرقبُ الصَّباحْ نَعُدُّ ساعاتِ اللَّيلِ
فإِن كان ذا شَوقَ قلُوبِنَا فأَشواقُكَ أَكثـرُ
وإِن سَهِرَت ها هنا الأَعينُ فأَنتَ كذا سَاهِـرُ

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net