الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 26 ديسمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أبطال في الخفاء
«يُوسُفَ الذي مِنَ الرَّامَةِ ... أَخذ جسَدَ يَسوعَ. وجَاءَ أَيضًا نِيقُودِيمُوسُ» ( يوحنا 19: 38 ، 39)
المِحَن تظهر المعادن: أعوَزت الشجاعة يوسف الرامي ونيقوديموس، ليقفا في صف سيدهما علانيةً، أثناء حياته. ولكن عُظم ما ارتكبته أُمة اليهود في مماته، أيقظهما من غفلتهما. فبكل نشاط المحبة، بادرا بتكفين سيدهما. غير عابئين بمركزهما، فهما، لأُمة اليهود، لن يعودا. فالموت الذي شتت تلاميذ الصف الأول؛ تلاميذ النهار؛ تلاميذ جبل الزيتون، هذا الموت نفسه جذب تلاميذ الصف الثاني؛ تلاميذ الخفاء، وزيارات الليل؛ وعمالقة أُمة اليهود. فجلال موت المسيح، أشعَل نيران المحبة في قلوب أحبائه.

خصالهما: يوصَف يوسف الرامي بأنه: (1) رَجُل، (2) شريف (3) من الرامة، (4) يعمل عضوًا في مجلس القضاء الأعلى لأمة اليهود؛ السنهدريم. (5) غَني، (6) صالح (7) بار (8) تلميذ ليسوع خفية. (9) ينتظر ملكوت الله. (10) لم يكن موافقٌ لرأيهم وعملهم؛ أي رأي المجمع الأخير الذي اتُّخِذَ بالقبض على يسوع وقتله ( لو 23: 50 ، 51). ويذكر عن نيقوديموس، الذي ارتبط اسمه دائمًا بزيارة الليل، أنه شيخ، وفريسـي ورئيس لليهود ( يو 3: 1 ، 4، 10). ومُعلِّم إسرائيل؛ أي أحد جهابزة مُعلِّمي زمانه.

عملهما الفريد: مع يوسف الرامي ونيقوديموس، نلتقي بأول خدمة مشتركة للمسيح. تجاسر يوسف، ودخل بمفرده لبيلاطس ليمنحه حق استلام الجسد. فأذن له. وأخذ يوسف الرامي ونيقوديموس جسد ابن الله ( يو 19: 40 )، أي أنزلاه معًا، وحلا المسامير معًا، وقدر طاقتهما أزالا آثار الدماء معًا، فهما لم يُغَسِّلا رب المجد، نظرًا لظروف الموقف. ثم لفاه بكتان يوسف الرامي ( مر 15: 46 ). بعد أن طيبا الجسد بأطياب نيقوديموس، الثمينة جدًا، البالغة حوالي 35 كجم من العطور؛ من المر والعود. فالمر مضـرَب الأمثال في العطور. والعود، رائحته، لسنين تدوم. وكمية العطور هذه، من مُعلِّم اليهود تعبير عن التوقير الملَكي ( 2أخ 16: 14 ) الذي يكنه لمُعلِّمه. ثم وضعاه في قبر جديد منحوت في صخر ( مت 27: 60 ) موجود في بستان ( يو 19: 41 ). إكرامًا للتقي الفريد؛ وتتميمًا للنبوة؛ مع غني عند موته ( إش 53: 9 ).

مبارك النعمة: لم تفشل النعمة مع يوسف الرامي ونيقوديموس، بل نجحت في استخدامهما لإنجاز ما وُلِدا لأجله؛ تكريم جراح المسيح وخدمة الجسد المصلوب؛ وتتميم النبوات. كذلك فهي لن تفشل معنا وفينا. فليتنا لا نهدأ حتى تُتمم بنا النعمة ما قصدته من وجودنا. والنعمة لا تفشل أبدًا.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net