الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 27 ديسمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كثيرةٌ أَمانتُكَ
«مَراحِمَهُ لاَ تزولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ في كلِّ صَبَاحٍ. كَثيرَةٌ أَمَانتكَ» ( مراثي 3: 22 ، 23)
يليق بنا وقد اقتربنا من نهاية عام مضى من عمرنا، أن نتريث في محضـر الرب، ونأخذ فرصة لنراجع أمامه ذكرياتنا في خلال عام كامل. لقد تعرَّضت حياتنا في خلال هذا العام إلى تغييرات مختلفة، إلى آلام وتجارب اجتزنا فيها، إلى صدمات وهجمات تعرَّضنا لها، لكن ماذا كان من جانب الرب، ألا نستطيع أن نقول: «لَولاَ الرَّبُّ الذي كان لَنا عندما قام الناسُ علينا، إذًا لابتلَعونَا أَحياءً عند احتماءِ غضَبِهم علينا، إِذًا لَجرفَتنا المياهُ، لَعبرَ السَّيلُ على أَنفسِنا» ( مز 124: 1 -4).

ألا نشعر بنفس اختبار إرميا النبي، إذ عندما نظر إلى الظروف المحيطة به، قال: «أَنَا هوَ الرَّجُلُ الذي رأَى مَذلَّةً بقضيبِ سَخَطهِ» ( مرا 3: 1 )، لكن إذ يرتقي ناظرًا بالإيمان إلى الله يقول: «أُرَدِّدُ هذا فِي قلبي، من أَجلِ ذلكَ أَرجو. إِنَّهُ من إِحساناتِ الرَّبِّ أَننا لم نَفنَ، لأَن مراحِمَهُ لا تزولُ ... كثيرةٌ أَمانَتُكَ» (ع21، 22).

نحن نعلم أنه لا القَدَر الأعمى، ولا الحظ المنكود، هو الذي جرَّ علينا هذه التجارب، بل هي إرادة الله الذي بيده زمام كل شيء، الذي صار أبًا لنا، وهي يد الرب يسوع الرحيمة التي سُمِّرت على الصليب، نعم هي إرادة الله، وهي يد الرب يسوع التي ترسم لنا الطريق الذي نجتاز فيه.

إن الرب من خلال الحوادث يُكلِّمنا قائلاً: «هَلُمَّ يا شَعبي ادخُل مخَادعَكَ، وأَغلق أَبوابَكَ خَلفَكَ. اختبئْ نحوَ لُحَيظَةٍ حتى يَعبُرَ الغضَبُ» ( إش 26: 20 ). حقًا ما أحوجنا في هذه الأيام إلى سكب نفوسنا أمام عرش النعمة، حتى نستمد من الرب ما نحتاج إليه من رحمة ونعمة وعون في حينه. وعزاءً أيها الأحباء، فها جفن الليل كاد ينشق عن مقلة فجر النهار الأبدي، وها الوقت قد آن لقدوم ربنا. فإن الرب الناظر ضيقة شعبه وسط أيام صعبة شريرة، يعز عليه أن تطول أيام غربتهم في وادي الدموع.

ومن الناحية الأخرى ألا نستطيع في نهاية عام كامل أن نجد سجلاً مُستفيضًا من إحسانات ومعاملات الرب الفردية والجماعية معنا، لا زالت سواقي الله ملآنة ماء، ونستطيع في ختام العام أن نقول: «كلَّلتَ السَّنةَ بجودِكَ، وآثارُكَ تقطرُ دَسَمًا» ( مز 65: 11 ). نعم فنحن نشكر الرب على كل ما كان في العام الماضي، وعلى كل الظروف حلوها ومُرَّها، ونستطيع أن ننصب حجر المعونة ونقول: «إِلَى هُنا أَعانَنَا الرَّبُّ» ( 1صم 7: 2 )، بل وإيماننا وثقتنا أن الرب الذي كان لنا، وهو الآن لنا، سيظل بصلاحه معنا إلى الأبد.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net