الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 ديسمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القبض على يسوع
«فِي تِلكَ السَّاعَةِ قالَ يَسوعُ لِلجُمُوعِ: كأَنهُ علَى لِصٍّ خرَجتم بِسُيُوفٍ وعِصِيٍّ لِتأخذونِي!» ( متى 26: 55 )
عندما جاءت الجموع الكثيرة لتلقي القبض على سيدنا، وبعد أن تَحَدَّث المسيح بلطف وحَسم مع كل من يهوذا وبطرس، فإنه وَجَّه كلامه للجمع الذي عاش وسطهم يُقدِّم لهم نعمة فوق نعمة. أراد أن يجعلهم يشعرون بضلالهم، فقال كلماته السابقة ( مت 26: 55 )، وواضح فيها نغمة الأسى والأسف. فلقد أتى المسيح من السماء يحمل الخير العميم للإنسان الشارد الأثيم، وعاش هنا فوق الأرض حياة الكمال الشخصـي وحياة الخدمة للآخرين. فهل شخص كهذا يخرجون عليه كلص، بسيوفٍ وعصي؟

واللص في لغة الكتاب المقدس يختلف عن السارق، فالسارق ينشل ما في الجيوب أو ما في البيوت، وأما اللص فهو الذي يسرق بالإكراه والعنف الذي قد يصل إلى إزهاق الأرواح ( لو 10: 30 ). إنه بلغتنا الحاضرة الإرهابي أو البلطجي أو القرصان. كان يهوذا سارقًا ( يو 12: 6 )، أما بارباس فكان لصًا ( يو 18: 40 )، وهكذا كان أيضًا المُذنبين اللذين صُلِبا مع الرب يسوع؛ وهم عاملوا الرب يسوع بنفس المعاملة، أي ”كلِّص“!

ولقد كان الرب معتادًا أن يُعَلِّم جهارًا في أكبر مكان عام في وضح النهار، ولم يخش أعداءه مع كثرتهم، أما هم بعددهم الغفير وبسيوفهم وعصيهم فخرجوا عليه مُستترين بالليل، حتى يصنعوا جريمتهم في الظلام. وبحسب قوله لهم في إنجيل لوقا: «هذهِ ساعَتكُم وسُلطانُ الظُّلمَةِ» ( لو 22: 53 ). فهم حقًا أبناء ليل، وحلفاء سلطان الظلام!

لكن أ حقًا أجبرته سيوفهم وعصيهم على السير معهم؟ وهل حقًا كان بوسع هذا الجمهور الغفير أن يمسكهُ لو أراد هو بمفرده أن يمسكهم؟! يُخبرنا البشير يوحنا أن كلمة واحدة منه جعلت هذا الجمع الحاشد كله يرجعون إلى الوراء ويسقطون على الأرض! هذا معناه أنه لم يُجبَر على الصليب، ولو أراد أن يستعفي لفعل، لكنه ذهب إليه باختياره.

ويُوَضِّح الرب أن هذا كله كان إتمامًا للمكتوب ( أع 13: 29 )، وكان إتمام المكتوب بالنسبة للمسيح له أهمية لا تُدانيها أهمية أخرى ( يو 10: 35 ). وبمجرَّد أن أشار المسيح إلى تكميل كتب الأنبياء، فإن واحدة من تلك النبوات تمت على الفور وهي تلك الخاصة بتشتت غنم الراعي ( زك 13: 7 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net