الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫السبت‬ ‫16‬ ‫فبراير‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫سيمفونية المحبة الإلهية‬
‫«الذي أحبَّني وأسلَمَ نفسَهُ لأجلي»‬‫ ( غلاطية 2: 20 )
‫ إننا مديونون لله الآب، بمحبة الأبناء. ولمُعلِّم الدهور، بمحبة التلاميذ. أما لعريس النفس، فبمحبة الكيان كله.‬

‫ العجز: ورغم عُظم المحبة الإلهية، فالنفس، عاجزة عن التجاوب معها. فلا بد من قلوب جديدة، لتعزف المحبة الإلهية، على أوتارها، أنغام محبة. وهكذا نستطيع أن نُحبهُ «نَحنُ نُحِبُّهُ لأنَّهُ هوَ أَحبَّنا أَوَّلاً» ( 1يو 4: 19 ). فلولا محبته، وتغيير نعمته، ما بادلناه محبة. ‬

‫ التصديق والتجاوب: ولنا في المرأة، التي كانت خاطئة (لو7)، صورة عظيمة، لنفس صدَّقت، ما سمعت من أخبار عن نعمة المسيح، وتجاوبَت معها. فجذبتها المحبة جدًا، لتذهب، حتى إلى بيت الفريسـي، غير عابئة نظراته النارية الحارقة، ولا بمظاهر الفخامة والأبهة الشاهقة. فليس لها إلا غرضًا واحدًا؛ وهو غافر خطايا البشـر. هنا بداية تجاوب النفس مع الله. وهنا بداية سلطان العاطفة الإلهية على النفس البشـرية. يوم تلفظ الخطية، وتحصل على الغفران. فتبدأ المحبة الإلهية تسكن غرف القلب (مكان الخطية)، لتملكه رويدًا، رويدًا.‬

‫ الاستقبال والتمتع: وهذه العواطف الإلهية، ليست فوق الطاقة البشرية. فخليقتنا الجديدة لديها الإمكانية لاستقبال هذه العاطفة. والمانح لهذه العواطف هو الخبير بالطبيعة الإنسانية ومسكَنتها؛ ربنا يسوع المسيح. ابن الله المُتجسِّد. والقلب الجديد إذ يستقبل محبة المسيح، قادر على التمتع بها، واحتضانها. وهنا تعزف محبة الله، محبة له في قلوبنا. ومع التدريب يُمتَلك منها. وهنا أساس التكريس القلبي له.‬

‫ الامتلاك من المحبة الإلهية: وفي مريم أُخت لعازر، وهي تُطَيّب الرب بالناردين (مر14) نتابع المحبة الإلهية، وقد امتلكت قلبًا بشـريًا. وها هي تُعلِّمهُ أسرارها، وتوقيت موتها ولزوم تكفينها. ونرى محبة إنسانية لسان حالها: ماذا يُصنع لرَجُل تريد العواطف الخالصة أن تُكرمه؟ فها هي تُقدِّم أغلى ما لديها؛ قارورة طيبها الباهظة الثمن، لتكسرها عليه. وما أمجد إكرامها لسيدها في صمتها، يوم لومها، من كل التلاميذ!! إذ تركت له التقييم والدفاع، والمديح. ما أروع ما تستطيع العواطف المقدسة فعله، يوم تمتلكها العواطف الإلهية!!‬

‫أشرف يوسف‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net