الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الثلاثاء‬ ‫19‬ ‫فبراير‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫محبة تسمح بالألم!‬
‫«أَنا أَفرَحُ لأجلِكُم إِني لَم أَكُن هُناكَ، لِتؤمِنوا»‬‫ ( يوحنا 11: 15 )
‫ إن الألم غالبًا ما يُظهِر لنا جانبًا غير مُعلَن مِن شخصية ربنا ومُخلّصنا: فالأُختان في بيت عنيا لم يكن لهما أن تعرفاه كالقيامة والحياة، لو لم يمُت لعازر. وداود لم يكن ليعرف الله كصخرته وحصنه ومُنقذه، لو لم يكن قد طُورِدَ من شاول. وهكذا نجد أن آلامنا تُعلّمنا درسًا عن ملء مصادر إلهنا المتنوعة. فكل عاصفة تهمس لنا في هبوبها عن اسم جديد للمسيح. وكل موجة تتكسـر عند أقدامنا تأتي لنا برسالة خاصة عن ملء المحبة الإلهية. ‬

‫ والألم يُوحي بأسمى الأعمال الخاصة بالتضحية والتكريس: فبعد أن تألمت العائلة، كسـرت مريم قارورة الطيب لدهن رأس المسيح وقدميه، ناظرة إليه لا كالقيامة فقط، بل راغبة في تكريم جسده، الذي سوف لا يرى فسادًا في القبر. فإذا كان السَيِّد مزمعًا أن يستخدمك في خدمة للآخرين على نطاق واسع، فلا تندهش إذا وضعك في مدرسة الألم تجتاز تدريبات مختلفة. فاللآلئ ينبغي أن يغوص إليها أولئك الذين يُجاهدون بشدة حتى يُمكنهم الحصول عليها. ‬

‫ ويوجد فكر أبعد: فالرب سمح لتينك الأُختين أن تتألما من أجل المنافع التي سوف تنتج للآخرين، كما قال الرب للتلاميذ: «أَنا أَفرَحُ لأَجلِكُم إِنِّي لَم أَكُن هُنَاكَ، لتُؤْمِنُوا» ( يو 11: 15 ). فالأُختان تألمتا لكي يصنع الرب تلك المعجزة العظيمة، حتى يكون كمنارة للقلوب المُتعبَة في كل العصور. هذه هي بعض نتائج الألم، وعندما نُقدِّر ذلك جيدًا فنحن لا نستغرب أن محبة المسيح تسمح لنا بالألم.‬

‫ ومحبة الله أحيانًا تترك صلواتنا غير مُستجابة: ما هو مصير الآلاف الكثيرة من صلواتنا التي لم يعوزها الحماس، بل نطقنا بها بصراخ شديد ودموع سخية، وكذلك لم ينقصها المُثابرة؟ لقد قدَّمناها بكثرة لمدة سنوات، من قلوب لم تشك أبدًا بأن الله موجود، وأنه يُجازي الذين يطلبونه، ولكن لم تأتِ أية إجابة! فما هو السبب؟! كثيرًا ما يكون قصد الله في ذلك التأخير، هو لقيادة النفس أن تشغَل مركزًا لم تشغلَهُ من قبل، لأنه لا يمكن أن تُرفع لله صلاة بدون جدوى، فإذا أمكنك أن تؤمن بكل البركات التي تطلبها فهي لك بكل تأكيد. فالبضائع مؤّمَّن عليها ولو أنها لم تُسلَّم بعد، والبركات مكتوب عليها اسمك ولكنها لم تُرسَل بعد، والرؤيا بعد إلى ميعاد، ولكنها ستأتي إتيانًا ولا تتأخر ( حب 2: 3 )، فالله سيُعطيها في اللحظة المواتية التي تتلاءم مع المصلحة الحقيقية لمَن يُحبهم.‬

‫ كاتب غير معروف ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net